النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

خاص| رواية ”الطاهي الذي التهم قلبه”.. جعبيتي للنهار: التوثيق هنا ليس هدفًا، بل وسيلة لصناعة رواية أكثر صدقًا وعمقًا

الكاتب الفلسطيني محمد جبعيتي
محمد هلوان -

بعد تصدر روايته "الطاهي الذي التهم قلبه" للقائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية، حاورنا الكاتب الفلسطيني محمد جبعيتي حول الرواية وأبعاد تأثير الأحداث الحالية بالإبداع في فلسطين، فمن رحم المعاناه يوُلد الأبداع..

محمد جبعيتي

1. هل ترشيحك لكتارا هو أول ترشيح لأحد أعمالك أم سبق لك الترشح لجوائز أخرى؟
هذا الترشيح هو الأول من نوعه لأحد أعمالي في جائزة كبيرة بحجم كتارا، والتي فتحت لي أفقًا أوسع، لكن سبق أن حظيت نصوصي الروائية باهتمام في الدوائر النقدية العربية.
2. في ظل الأزمة ما زال يطل علينا الأدب من فلسطين.. ما رأيك في تناول أغلب الأعمال الأدبية لكتّاب وأدباء فلسطين المسألة الفلسطينية؟
إننا نكتب في المسألة الفلسطينية لأنها السياق الذي نولد ونعيش فيه، وهي جغرافيتنا وحاضرنا وهويتنا. لذلك، من الطبيعي أن يتغلغل هذا الهم في أغلب الأعمال، لأنها حالة وجودية تعيد طرح نفسها في كل جيل بأسئلته الجديدة.
3. أدباء فلسطين المهجر لهم الغلبة في إنتاج الأعمال الأدبية.. لماذا؟
ربما لأن في الغربة فائضًا من الذاكرة، وفي البعد وضوحًا أقسى للمعاناة. أدباء المهجر يكتبون من مسافة، ومن ألم مضاعف، ألم الغربة وألم الوطن. هذا لا يلغي حضور كتّاب الداخل الذين يكتبون تحت ضغط الحصار اليومي، وقدرتهم على صنع أدب لا يقل عمقًا وتأثيرًا.

الطاهي الذي إلتهم قلبه
4. هل الرواية الفلسطينية بشكل عام تستطيع خلق واقع أفضل؟
الرواية لا تخلق الواقع، لكنها تسائله، وتفتحه على احتمالات جديدة. هي أداة للوعي والتفكيك والبناء. ربما تغيّر القارئ، وهذا القارئ قد يغير العالم.
5. يعتبر بعض الأدباء الفلسطينيين أعمالهم بمثابة مقاومة من نوع آخر.
بكل تأكيد، الكلمة في فلسطين فعل بقاء ومقاومة. حين نكتب، نثبت وجودنا، ونعيد رسم ملامحنا بعيدًا عن تشويه وسائل الإعلام.
6. أزمة المبدع الفلسطيني في قدرته على إنتاج أعمال فنية وأدبية وإبداعية في ظل الألم.
الألم ليس عائقًا بقدر ما هو بيئة معقدة للإبداع. التحدي الأكبر أمام المبدع الفلسطيني يكمن في الاستمرارية والدعم المحدود وإيجاد مساحة حرة للكتابة وسط القيود السياسية والاجتماعية.
7. يرى البعض أن الرواية الفلسطينية يمكن تصنيفها كروايات مستوحاة من الواقع أو روايات سوداوية.. رأيك؟
لا نكتب من أجل "السوداوية" بحدّ ذاتها، لكن الواقع الفلسطيني شديد القسوة، وتقديمه بصدق قد يُعطي انطباعًا أنه سوداوي.

الكاتب الفلسطيني
8. كيف ترى الأعمال الأدبية من مفكرين وأدباء عرب يتناولون القضية الفلسطينية من الخارج؟
نقدّر أي جهد صادق يتناول القضية، خاصة حين يكون نابعًا من فهم عميق وسعي لإنصاف الرواية الفلسطينية. بعض هذه الأعمال تضيء زوايا ربما نغفلها نحن، وبعضها يقع في التبسيط أو التوظيف العاطفي. ما نحتاجه شراكة فكرية لا تعاطفًا عابرًا.
9. بعض كتاباتك ذات عناوين سريالية.. لماذا؟ ومن أين تستمد عناوين أعمالك؟
العنوان بالنسبة لي هو العتبة الأولى للدهشة. أستلهمه غالبًا من مشهد خاطف، أو جملة تتكرر في ذهني، أو حتى من تناقض داخلي أشعر به ولا أستطيع تفسيره. السريالية تسمح لي بكسر النمط وفتح باب التأويل أمام القارئ.
10. يرى البعض تميز السردية الفلسطينية عن غيرها.. رأيك؟
السردية الفلسطينية مشبعة بتجربة وجودية فريدة، ذات طابع خاص، قادرة على لمس القارئ بقوة، لأنها حقيقية ومركبة.
11. هل تهتم بالجانب التوثيقي في أعمالك الأدبية؟
نعم، ولكن من دون أن تكون الكتابة توثيقًا جامدًا. أحاول أن أوازن بين الفني والتاريخي، وأن أُدخل الواقع في النص بوصفه جزءًا من العالم الروائي. التوثيق هنا ليس هدفًا، بل وسيلة لصناعة رواية أكثر صدقًا وعمقًا.