النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

هل تنجح خطة الرئيس الأمريكي في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

ترامب
كريم عزيز -

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بفرض عقوبات على روسيا ما لم يُحرَز تقدم نحو تسوية سلمية في أوكرانيا، في الوقت الذي أعلنت موسكو أنه لا توجد خطط لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال ترامب معبرًا عن إحباطه الواضح تجاه موسكو بعد أسبوع من اجتماعه مع بوتين في ألاسكا: «سأتخذ قرارًا بشأن ما سنفعله وسيكون قرارًا مهما للغاية، وهو ما يتعلق بما إذا كانت العقوبات ضخمة أو التعريفات الجمركية ضخمة أو كليهما، أو أننا لن نفعل شيئًا، ونقول إنها معركتكم»، مؤكداً أنه سيمنح بوتين أسبوعين، مُمدِّدًا بذلك مهلة إضافية لفرض عقوبات محتملة على موسكو، بعد أن حثَّ الزعيم الروسي على لقاء نظيره الأوكراني أملًا في إنهاء الحرب.

وعندما سألته ألينا ترين من شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، عمّا إذا كان من المحتمل ألا يفعل شيئًا إذا لم يأتِ بوتين إلى طاولة المفاوضات، أجاب ترامب: «سنرى.. سأرى من المسؤول عن ذلك»، وقال: «إذا كانت هناك أسباب، فسأتفهمها، فأنا أعرف تمامًا ما أفعله.. سنرى ما إذا كان لديهم اجتماع أم لا، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ذلك، وإذا لم يعقدوا اجتماعًا، فلماذا لم يعقدوه؟ لأنني طلبت منهم عقد اجتماع».

وأضاف ترامب: «لكنني سأعرف خلال أسبوعين ما سأفعله»، مكررًا الجدول الزمني الذي أصدره مرارًا وتكرارًا لتحديد مدى استعداد بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

تأتي تصريحات ترامب الأخيرة في ظل تعثر زخم محادثات السلام، مع عدم وجود أي مؤشر على انعقاد الاجتماع الثنائي الذي دعا إليه البيت الأبيض، وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح في وقت سابق أمس الجمعة، بأنه لا توجد خطط لعقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي.

بعد أن التقى ترامب مع بوتين في ألاسكا الأسبوع الماضي، واستقبل زيلينسكي وزعماء أوروبيين في البيت الأبيض، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ألمح إلى اجتماع ثنائي، ومن المحتمل أن يتبعه اجتماع ثلاثي ينضم إليه.

قال ترامب أمس الجمعة: «أردت لقاءً مع هذين الرجلين.. كان بإمكاني حضور الاجتماع، لكن الكثيرين يعتقدون أنه لن يسفر عن شيء.. يجب أن تكون هناك، ربما يكون هذا صحيحًا وربما لا، لكننا سنرى في هذه الأثناء استمرار موت الناس»، وكرر ترامب إطاره الزمني المحدد بأسبوعين عدة مرات، وقال: «سنرى ما سيحدث.. أعتقد أنه خلال أسبوعين، سنعرف أي طريق أسلك، لأنني سأسلك هذا الطريق أو ذاك، وهم سيعرفون أي طريق».

وأخرج الرئيس الأمريكي أيضًا من مكتبه صورة له مع بوتين في أنكوريج بولاية ألاسكا، قال إن الزعيم الروسي أرسلها له، وقال ، في إشارة إلى كأس العالم: «تلقيت للتو صورة من شخص يرغب بشدة في الحضور.. لقد كان محترمًا للغاية بالنسبة لي ولبلدنا، ولكن ليس بنفس القدر من الاحترام للآخرين»، مضيفًا أنه سيوقع على الصورة لبوتين، الذي اقترح أنه قد يأتي إلى الولايات المتحدة لحضور كأس العالم.

قال ترامب: «قد يأتي وقد لا يأتي، وهذا يتوقف على ما سيحدث.. لدينا الكثير من الأحداث خلال الأسبوعين المقبلين»، وصف بوتين، أمس الجمعة، اجتماعه الأخير مع ترامب بأنه «جيد جدًا»، وقال إن روسيا تسعى إلى إنهاء القتال في أوكرانيا. ومع ذلك لم يُشر إلى ما إذا كان سيحضر محادثات ثنائية مع زيلينسكي، وأضاف أن الوكالات الروسية والأمريكية تواصل التواصل وأنه يتوقع "استعادة كاملة" للعلاقات بينهما.

وأشارت تعليقات بوتين إلى تفاؤل روسيا بإمكانية إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة وإبرام صفقات تجارية، على الرغم من عدم إحراز تقدم واضح نحو إنهاء الصراع في أوكرانيا، وطرحت روسيا تجميد خط المواجهة في منطقتين جنوبي أوكرانيا، مقابل الاحتفاظ بالسيطرة على إقليم دونباس شرق البلاد.

من جهته، تخلى زيلينسكي عن مطلبه بوقف إطلاق النار لفترة طويلة كشرط أساسي لاجتماع الزعماء، على الرغم من أنه قال في وقت سابق إن أوكرانيا لا تستطيع التفاوض تحت فوهة البندقية، واتهم روسيا بمحاولة التهرب من عقد اجتماع، مضيفًا أن موسكو تريد مواصلة الهجوم.

وكانت مسألة الضمانات الأمنية النهائية لأوكرانيا في صدارة الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق سلام لإنهاء الصراع، وقال ترامب الذي استضاف زيلينسكي وعددًا من كبار القادة الأوروبيين في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، قبل إجراء مكالمة مع بوتين، إن روسيا وافقت على بعض الضمانات الأمنية الغربية لكييف.

لكن موسكو أبدت في وقت لاحق شكوكها بشأن أي ترتيب من هذا القبيل، وقال لافروف إن مناقشة هذه الترتيبات بدون روسيا «طريق إلى لا شيء»، وقال زيلينسكي الذي يريد وجود قوات أجنبية في أوكرانيا لردع الهجمات الروسية في المستقبل: «عندما تثير روسيا قضية الضمانات الأمنية، فأنا بصراحة لا أعرف بعد من يهددها».