تلك القضية قصة الأغنية التي تحولت إلى نشيد جماعي لدعم فلسطين

وسط أجواء الحرب وصوت القلوب الموجوعة، تحولت أغنية "تلك القضية" لفريق كاريوكي الشهير إلى نبض جماعي يردده الجمهور في كل حفل، وكأنها عهد متجدد لدعم القضية الفلسطينية، لكن كيف استطاع عمل فني واحد أن يحافظ على قوته وتأثيره طوال فترة الحرب والتي تدخل عامها الثاني؟
الناقد الموسيقى مصطفى حمدي يرى أن السر واضح، فهي الأغنية الوحيدة التي ولدت من رحم الحرب وتناولت القضية الفلسطينية بشكل مباشر، إضافة إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها فريق كاريوكي، وحجم جماهيرهم الواسع
مضيفاً: ان الأغنية قُدمت بشكل جريء ومتقن، في وقت لم يجرؤ فيه أحد على طرح عمل داعم للقضية منذ ما بعد 7 أكتوبر، وهو ما يمنحهم شرعية كاملة لنجاحهم.
أما الناقد الموسيقي محمد شميس فأوضح أن قوة الأغنية تكمن في خلوها من الشعارات الرنانة، فهي تخاطب الضمير الإنساني من خلال قصص واقعية تكشف تناقضات المجتمع الدولي، بعيدًا عن العبارات المكررة مثل "إحنا شهداء" أو "الواحد منا بألف"
وتابع شميس: أن الأغنية تحكي عن المرأة التي تعجز عن إطعام أطفالها، وعن الشهداء، وعن ازدواجية أمريكا التي تحمي الكائنات البحرية والسلاحف بينما تتجاهل الإبادة الجماعية بحق البشر.
وأشار شميس إلى أن كلمات الأغنية، التي كتبها الشاعر مصطفى إبراهيم، تحمل ثقافة سياسية ووعياً بالقضية الفلسطينية، فجاءت بعيدة عن الزيف، مركزة على الحقائق، وهو ما جعلها تحقق هذا النجاح.
ومن جانبه الناقد الموسيقي الكبير أحمد سماحي أكد أن "تلك القضية" واحدة من أهم أغنيات كاريوكي، لأنها تمس جرح العرب الغائر، وهو القضية الفلسطينية، مشددًا على أن القضية لم تمت ولن تنتهي، وستظل الأغنية حاضرة حتى يتحقق انتصار فلسطين بإذن الله.
ويضيف سماحي: الأغنية إنسانية بالدرجة الأولى، تكشف هيمنة الولايات المتحدة وتخاذلها، وتنتقد دورها فيما يحدث في فلسطين، ومصرية النكهة والروح، لافتاً أنهم أرادوا أن يخاطبوا الضمير العالمي بلغة يفهمها، لتصل رسالتهم بسرعة إلى كل أنحاء العالم، فلو بقيت مصرية خالصة لبقي صداها محصورًا بين المصريين وبعض العرب، وهو ما فعله من قبل الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوي، حين ترجما أغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس" التي غنتها شادية، لتقدمها منار أبو هيف باللغة الإنجليزية، في محاولة لفتح نافذة مصرية على العالم.
ختامًا: لقد رسخت أغنية "تلك القضية" مكانتها كصوت صادق يصل إلى شباب مصر والوطن العربي، مؤكدًا أن كاريوكي لا تكتفي بصناعة الأغاني للترفيه، بل تحمل على عاتقها رسالة فنية تسعى لإيقاظ الوعي وترك بصمة في الوجدان.