النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كيف تضغط أمريكا على الدول الأفريقية لقبول المُرحلين؟

ترامب
كريم عزيز -

كشفت هايدي الشافعي، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن أدوات الضغط الأمريكية التي تُستخدم للضغط على الدول الأفريقية لقبول المُرحلين، موضحة أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستخدم نهج العصا والجزرة لإجبار الدول على الامتثال للأشياء التي تريدها، بما في ذلك؛ قبول ترحيل اللاجئين من دول ثالثة الذين ترغب واشنطن في إبعادهم عن الولايات المتحدة.

وذكرت في تحليل لها: «بينما نرى أن واشنطن اتفقت مع كيجالي على ترحيل اللاجئين مقابل عديد من المنافع الاقتصادية والسياسية، نجد أنها في المقابل لم تصل لمثل هذا الاتفاق مع دول أخرى إلا عن طريق ممارسة الضغوط عليها. وقد تعددت أدوات الضغط التي استخدمتها واشنطن لهذا الغرض».

أول الأدوات التي تستخدمها أمريكا بحسب تحليل «الشافعي» هي فرض قيود على التأشيرات، إذ تمثل القيود على التأشيرات إحدى أبرز أدوات الضغط التي يستخدمها ترامب للضغط على الدول لقبول المرحلين، حيث هددت إدارة ترامب الدول التي ترفض التعاون مع جهود الترحيل الأمريكية بفرض عقوبات على التأشيرات بموجب قانون الهجرة والجنسية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية النيجيري أن القيود الأخيرة على التأشيرات التي فرضتها الولايات المتحدة على المسافرين النيجيريين لم تكن متبادلة بل كانت تكتيك ضغط على نيجيريا لقبول المهاجرين من دولة ثالثة. وهو الأمر الذي تنفيه إدارة ترامب مدعية أن القيود على التأشيرات جاءت بسبب معايير فنية وأمنية يجب الالتزام بها.

ثاني الأدوات، إلغاء جميع التأشيرات، فلم تتوقف إدارة ترامب عند فرض القيود على التأشيرات بل اتخذت خطوات أكثر تصعيدًا تتمثل في إلغاء جميع تأشيرات مواطني دول معينة للضغط على هذه الدول لقبول المرحلين من واشنطن. على سبيل المثال؛ أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم 5 أبريل أن الولايات المتحدة ستلغي على الفور التأشيرات الصادرة لجميع حاملي جوازات السفر من جنوب السودان، بعد رفضها استلام المواطن الكونغولي، بحسب تحليل هايدي الشافعي.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة جميع حاملي جوازات السفر من بلد معين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وهو ما تم ترجمته على أن واشنطن تمارس ضغوطًا على جنوب السودان، الدولة الصغيرة الواقعة في أفريقيا لتصبح جزءًا من خطة ترامب لترحيل المهاجرين من دولة ثالثة. وبالفعل نجحت ضغوط إدارة ترامب، واستلمت جوبا المواطن الكونغولي بالإضافة إلى 8 مهاجرين من جنسيات مختلفة تم إرسالهم إلى جوبا في يوليو 2025، بعد معركة قانونية استمرت أسابيع.

ثالث الأدوات هي التعريفات الجمركية، حيث أكدت الباحثة أن إدارة ترامب استخدمت التعريفات الجمركية كوسيلة للضغط على الدول لتحقيق أهداف واشنطن، بما في ذلك استقبال المرحلين من دولة ثالثة. ومع اقتراب موعد مراجعة قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)، تثار مخاوف من أن يستغل ترامب الفرصة لممارسة مزيد من الضغط على الدول الأفريقية لقبول المرحلين من واشنطن مقابل الاحتفاظ بوضعهم داخل «أجوا»، إذا ما قررت إدارة ترامب البقاء عليه أصلًا لفترة تالية.