النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

ردود أفعال الدول الأفريقية حول سياسية الرئيس الأمريكي بشأن ملف الهجرة والمُرحلين

ترامب
كريم عزيز -

كشفت هايدي الشافعي، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ردود أفعال الدول الأفريقية حول سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ملف الهجرة والمُرحلين، موضحة أن

رواندا ليست الدولة الأفريقية الأولى التي تدخل في اتفاقية مع واشنطن لاستقبال المرحلين من دولة ثالثة؛ فقد سبقتها جنوب السودان وإسواتيني في اتفاقيات مشابهة، كما عرضت إدارة ترامب الأمر على ما يزيد على 15 دولة أفريقية أخرى كان لها ردود أفعال متباينة حيال الأمر.

بالنسبة لجنوب السودان، بحسب تحليل «الشافعي»، كانت البداية من جنوب السودان، عندما رحلت إدارة ترامب مواطنًا كونغوليًا بالخطأ مع 24 جنوب سوداني آخرين إلى جوبا، في شهر مارس الماضي، ورفضت حكومة جنوب السودان في البداية استلامه، ثم رضخت بعد ذلك لضغوط الإدارة الأمريكية، ورحبت باستقبال المواطن الكونغولي في أبريل 2025. ومنذ ذلك الحين، وسعت إدارة ترامب نطاق هذه السياسة لتشمل أفريقيا، وتم ترحيل ثمانية مواطنين من جنسيات مختلفة من واشنطن إلى جوبا في يوليو، بموجب اتفاق ثنائي، كما أبلغت حكومة جنوب السودان الإدارة الأمريكية استعدادها لاستقبال عدد أكبر من المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة، في مقابل مجموعة من المطالب السياسية والاقتصادية، ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل الاتفاق بعد.

بالنسبة لإيسواتيني وهي دولة تقع داخل دولة جنوب أفريقيا، استقبلت خمسة أفراد من فيتنام وجامايكا وكوبا واليمن ولاوس، بحسب هايدي الشافعي، وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إنهم كانوا أيضًا مجرمين عنيفين وأن بلدانهم الأصلية رفضت إعادتهم. وقوبل قرار إيسواتيني باستياء شعبي واسع النطاق، وذلك بسبب المخاطر المتصورة المحيطة بوجودهم. بالإضافة إلى ضجة مماثلة في جنوب أفريقيا التي تعتبر أن عمليات الترحيل إلى إيسواتيني تُعد استفزازًا من قبل الولايات المتحدة وتهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. مما دفع حكومة إيسواتيني إلى القول إن المرحلين لن يبقوا في إسواتيني لكنهم سيُحتجزون في الحبس الانفرادي حتى عودتهم إلى أوطانهم، وأن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عام.

أما عن دول غرب أفريقيا «السنغال وموريتانيا وغينيا بيساو وليبيريا والجابون»، فقد استضاف ترامب قمةً مصغّرةً في البيت الأبيض، في يوليو الماضي، مع قادة دول السنغال وموريتانيا وغينيا بيساو وليبيريا والجابون، ناقش ترامب مع قادة هذه الدول سياسة الترحيل إلى بلد ثالث، موضحًا أن عقد صفقات لقبول المُرحّلين الأمريكيين كان الدافع الرئيسي وراء هذا الاجتماع. ولكن لم يتم تأكيد وجود اتفاق فعلي مع أي من الدول الخمسة حتى الآن.

في المقابل، نفت وزيرة الخارجية الليبيرية سارة بيسولو أي تورط من هذا القبيل مع واشنطن. ومع ذلك، تشير التقارير، إلى أن حكومة ليبيريا تدرس مقترحًا أمريكيًا بقبول ترحيل أشخاص من أمريكا، بمن فيهم مجرمون، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد، بحسب هايدي الشافعي.

أما في نيجيريا، فقد أعلنت الحكومة النيجيرية رفضها قبول المرحلين الفنزويليين أو السجناء من دولة ثالثة من الولايات المتحدة، وفقًا لما أعلنه وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار، موضحًا أنه سيكون من الصعب على دولة مثل نيجيريا قبول السجناء الفنزويليين فيها؛ حيث إن نيجيريا لديها الكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية. وقد يفسر هذا الموقف لماذا يتجه ترامب إلى دول أصغر، وربما أكثر مرونة، لمحاولة إقناعها بقبول طالبي اللجوء أو المُرحَّلين. ومع ذلك يظل هناك تساؤل حول مدى قدرة نيجيريا على الصمود أمام الضغوط الأمريكية.

وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تستهدف إرسال المهاجرين إلى ما يصل إلى 15 دولة أفريقية، وتتمثل أبرز الدول الأفريقية الأخرى التي تم الإعلان عنها في: بنين، وليبيا. لكن لا توجد تفاصيل معلنة عن هذه الاتفاقيات حتى الآن.