النهار
جريدة النهار المصرية

فن

الفن في خدمة القيم.. بروتوكول تاريخي يعيد الدراما الدينية إلى الصدارة

جانب من لقاء وزير الاوقاف ونقيب الممثلين
إسراء الحسيني -

بشائر عودة قوية للأعمال الدينية والتاريخية تلوح في الأفق، مع استعداد نقابة المهن التمثيلية ووزارة الأوقاف لتوقيع بروتوكول تعاون خلال الفترة المقبلة، لإنتاج أعمال فنية تحترم عقل المشاهد وتعيد تقديم القيم النبيلة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي؛ المشهد المقبل للدراما المصرية يبدو واعدًا في خطوة تعكس اهتمام الدولة بتطوير الخطاب الثقافي والديني من خلال الفن.

قال الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن التعاون سيبدأ بسلسلة لقاءات للتباحث وتنقيح الأفكار ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك"، بهدف تحويل الرسائل التوعوية إلى أعمال درامية تناسب مختلف الفئات العمرية والثقافية، ومن هنا جاءت الاستعانة بأهل الاختصاص ومشاورتهم للوقوف على آفاق التعاون.

وأوضح لـ "النهار" أن تاريخ مصر والمسلمين، مليء بالقصص والشخصيات الجديرة بالتجسيد في أعمال فنية تجذب الجمهور وترسخ القيم الأصيلة للشخصية المصرية.

وكشف الناقد الفني سمير الجمل لـ "النهار" أنه السبب الرئيسي في تلك الاتفاقية، موضحًا أنه التقى بالدكتور أشرف زكي وتناقش معه حول مسألة الإنتاج الديني، وقدم له تصورًا وخطة كاملة في شكل برامج ومسلسلات وأفلام وثائقية، كما تواصل مع الدكتور أسامة الأزهري لبحث الفكرة ودعم التعاون بين الوزارة والنقابة، واقترح تأسيس شركة لإنتاج الدراما الدينية ضمن شركات الوقف التابعة للوزارة، بما يتيح ترجمة الأعمال وعرضها في أكثر من 50 دولة إسلامية، وهو ما يحقق مكاسب ثقافية واقتصادية كبيرة.

وأشار إلى أن هذا التعاون يمثل تجديدًا للخطاب الديني، وتقديمه بطريقة معاصرة تصل للجمهور بسهولة، لافتًا إلى أن الخطبة التي يسمعها العشرات في المسجد يمكن أن تصل إلى الملايين إذا قُدمت بصيغة درامية جذابة.

وأكد الجمل أن التأليف والأفكار متوفرين وما ينقصنا هو الجرأة في اقتحام هذا المجال؛ وإذا تأسست الشركة فستكون خطوة مهمة لإنتاج برامج وأعمال دينية شاملة، متمنيًا أن ينتقل الأمر بعد هذا اللقاء إلى التنفيذ الفعلي.

ومن جانبه؛ يرى الناقد الفني كمال القاضي أن مبادرة وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بلقاء نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي وعدد من الفنانين تمثل خطوة غير مسبوقة تعكس حرص المؤسسة الدينية على دعم الإبداع الثقافي والفني القائم على الالتزام الأخلاقي والتوعية بالقضايا الاجتماعية.

وأوضح لـ "النهار" أن اللقاء وضع الفنانين ونقيبهم أمام مسئولياتهم، وأسهم في تفنيد مزاعم تحريم الفن بالمطلق، حيث شدد الوزير على أهمية الدراما الدينية وأوصى بزيادة الأعمال الهادفة في هذا المجال، بما يؤكد إيمانه بتأثيرها الإيجابي ودورها التثقيفي في تصحيح المفاهيم الخاطئة وبناء الوعي، بعيداً عن التشدد والانغلاق.

ولفت القاضي إلى أن اللقاء أظهر حالة من التفاهم بين المؤسسة الدينية ورموز الفن، وهو ما من شأنه أن يثمر عن نتائج إيجابية لها صدى ملموس على الساحة الدرامية، خاصة في مواجهة التحديات والاتهامات التي يطلقها بعض المتشددين الرافضين للفن بشكل عام، معتبراً أن هذا التعميم في الحكم يمثل خطورة كبيرة على مستقبل الإبداع في مصر ما لم تتم مواجهته بوعي وحزم.