النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

هل توفر أمريكا ضمانات لأوكرانيا لإنهاء الحرب مع روسيا؟.. لهجة التفاوض بدت مختلقة

اجتماع ترامب مع القادة الأوروبيين
كريم عزيز -

كشف وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسات إلبريدج كولبي، عن أن الولايات المتحدة تخطط للعب الدور الأدنى في أي ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا، في إشارة واضحة إلى أن أوروبا ستحتاج لتحمل عبء ضمان سلام دائم في كييف، وفقًا لما ذكرته صحيفة «بوليتيكو»، الأمريكية، وذلك خلال اجتماع مغلق مع مجموعة من الحلفاء، ردًا على استفسارات من القادة العسكريين الأوروبيين في لقاء بقيادة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين.

وضغط وزراء دفاع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وفنلندا على الجانب الأمريكي للكشف عن مساهماته في القوات والأصول الجوية لمساعدة أوكرانيا في الحفاظ على اتفاق سلام محتمل مع روسيا، بحسب الصحيفة.

هذا اللقاء واجتماع آخر لقادة الناتو أمس الأربعاء، تركا الحلفاء أكثر قلقًا من أن الرئيس دونالد ترامب سيعتمد على أوروبا لضمان سلام طويل الأمد بمجرد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ستة مسؤولين أمريكيين وأوروبيين تحدثوا لـ"بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.

في مؤشر على عدم وضوح الرؤية الأمريكية، أعلن ترامب الاثنين الماضي استعداده لإرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، لكنه تراجع يوم الثلاثاء مُقترِحًا بدلًا من ذلك تقديم دعم جوي للقوات الأوروبية هناك، وعبر أحد المسؤولين الأوروبيين عن حيرته لصحيفة «بوليتيكو» قائلًا: «لسنا ندري ما الذي سيؤول إليه وضعنا.. في الواقع سنعود إلى نقطة البداية التي كنا عليها في الربيع مع تحالف الراغبين».

وأضاف دبلوماسي في الناتو اطلع على المحادثات: «بدأنا ندرك بوضوح أن أوروبا ستتولى تنفيذ هذه المهمة ميدانيًا، إذ إن واشنطن لا تبدي استعدادًا حقيقيًا للالتزام بأي تعهدات جدية»، ويواجه كولبي شكوكًا من الحلفاء الأوروبيين، خاصة بعد مراجعته لمخازن الذخائر الأمريكية في وقت سابق من العام الحالي، ترتب عليها إيقاف وزير الدفاع بيت هيجسيث للمعونة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا مؤقتًا خلال شهر يوليو.

وسعى كولبي منذ فترة طويلة إلى إقناع الحلفاء الأوروبيين بتحمل مسؤولية أكبر في حماية القارة الأوروبية من التهديد الروسي، وأوضحت المتحدثة باسم البنتاجون كينجسلي ويلسون أن «وكيل الوزارة كولبي حضر اجتماع أمس لنقل توجيهات الرئيس ترامب ووزير الدفاع هيجسيث المتعلقة بالضمانات الأمنية لأوكرانيا».

بدأ الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، في إحاطة الأعضاء الـ32 في الحلف أمس الأربعاء في بروكسل، حول هذه المحادثات، والبدء في مناقشة الضمانات الأمنية بشكل عام، كما كان من المتوقع أن يعقد وزراء دفاع دول الناتو مكالمة فيديو مفصلة أكثر في وقت لاحق من اليوم.

من جهتهم، أكد مسؤولون أوروبيون أن اجتماعات هذا الأسبوع تمثل بداية مرحلة طويلة من المفاوضات والتفاوض المعقد، في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تحدي القيام بمهمة ضخمة ومكلفة لضمان الاستقرار، ولفت مسؤول في الناتو إلى أن الخطط العسكرية الأوروبية تشهد تعديلات لمواجهة مختلف الاحتمالات، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية على المسار المتوازي.

في سياق متصل، اقترحت إدارة ترامب العاصمة المجرية بودابست مقرًا مقترحًا لإجراء محادثات مباشرة بين الرئيس الأوكراني زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، غير أن معظم المسؤولين يشكون في إمكانية تحقيق تقدم سريع بالوتيرة التي يتوقعها ترامب.