النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

إسرائيل تكثف ضرباتها وعائلات تفر من مدينة غزة خوفا من هجوم محتمل

مشهد نازحون فلسطينيون
رباب شعبان -

كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة امس الأربعاء فيما فرت عائلات فلسطينية من مدينة غزة إلى المناطق الغربية وجنوب القطاع خوفا من هجوم إسرائيلي محتمل.

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت منذ فجر اليوم وحتى ساعات المساء خياما تؤوي نازحين، إضافة إلى شقق ومنازل سكنية في عدة مناطق من القطاع الساحلي.

كما أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها على فلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء قبالة مركز توزيع المساعدات الأمريكية عند محور نتساريم وسط القطاع، وكذلك قرب معبر زيكيم غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفق المصادر والشهود.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة أسفرت عن مقتل 75 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، تم نقلهم إلى المستشفيات العاملة في القطاع.

وأشارت مصادر محلية إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف هجماته على منازل في حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، وفي منطقة جباليا شمال قطاع غزة، تزامنا مع قصف مدفعي مكثف.

وذكرت المصادر أن الطائرات الإسرائيلية شنت عشرات الغارات خلال الساعات الماضية على تلك المناطق، وسُمع دوي انفجارات وسط تصاعد أعمدة دخان كثيفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 162 تقاتل على أطراف مدينة غزة منذ الأيام الأخيرة، في ظل مصادقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة لاحتلال المدينة واستدعاء 60 ألفا من قوات الاحتياط.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات لواء "جفعاتي"، بقيادة الفرقة 162، عادت إلى نشاط واسع في منطقة جباليا وعلى أطراف مدينة غزة.

وقدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير الخطة إلى وزير الدفاع، وسط تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية على أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 75% من مساحة القطاع.

وتباينت مواقف الفلسطينيين إزاء هذه التطورات، إذ أعرب بعضهم عن تشاؤمهم من إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة، فيما عبر آخرون عن تفاؤلهم بالجهود الدبلوماسية.

وقال غازي الحلولي (32 عاما)، وهو نازح من حي الشجاعية شرق غزة إلى خيمة غرب المدينة، إن "الاحتلال الإسرائيلي يرفض المقترحات التي تعرض عليه دائما، وهذه المرة نتوقع رفضه أيضا".

وأضاف أثناء وقوفه في طابور للحصول على المياه أن إسرائيل "تهدف إلى إطالة أمد الحرب في محاولة لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الخارج".

في المقابل، قال فاروق أنور (39 عاما) من مدينة غزة إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل الضغوط التي يمارسها الوسطاء المصريون والقطريون على إسرائيل.

من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها بانتظار رد إسرائيل على المقترح الجديد الذي قدمه الوسطاء المصريون والقطريون.

وقال القيادي في الحركة باسم نعيم في بيان صحفي "نحن بانتظار رد الاحتلال الإسرائيلي بعدما سلمت حماس ردها بالموافقة في إطار تقدير موقف وطني".

وتأتي هذه التطورات فيما تكثف القاهرة والدوحة جهودهما للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار ويمهد الطريق لإنجاز صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل.