سيناريوهات محتملة للقاء الرئيس الأمريكي بنظيره الروسي

حددت مروة عبدالحليم، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، سيناريوهات محتملة للقاء الرئيس الأمريكي بنظيره الروسي، موضحة أن أول هذه السيناريوهات هي وقف إطلاق النار وتأجيل القضايا الخلافية، إذ يقضي هذا السيناريو بوقف القتال على خطوط الجبهة الحالية، وهو ما أبدى الغرب وكييف قبولًا مبدئيًا به، لكن روسيا طرحت شروطًا مثل وقف التعبئة الأوكرانية، وإيقاف الدعم العسكري الغربي، وإجراء انتخابات في أوكرانيا، والتخلي عن عضوية الناتو، وانسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي أعلنت موسكو ضمها. ولكن قبول هذا السيناريو يعتمد على استعداد كل طرف لتقديم تنازلات.
ضمن السيناريوهات وفق تحليل «مروة»، هدنة مع تسوية جزئية للملف الإقليمي، حيث يضع هذا السيناريو قضية الأراضي في صلب المفاوضات الأمريكية الروسية، مع احتمال الاعتراف الجزئي بالمكاسب الروسية وإعادة رسم خط الجبهة عبر تبادل أراض. وهو السيناريو الأقرب إلى الواقع، حيث أكد الرئيس ترامب على موضوع «تبادل الأراضي».
وتضمنت السيناريوهات صفقة جيوسياسية كبرى، إذ أكدت مروة عبدالحليم، أن تتضمن هذه الرؤية اتفاق واسع بين واشنطن وموسكو، تكون أوكرانيا جزءًا منه، بما قد يشكل تحولًا جذريًا في بنية الأمن العالمي. بالنسبة لروسيا، تمثل الأولوية استعادة الحوار الثنائي الكامل مع الولايات المتحدة، وتوسيع أجندة المباحثات، بما يتيح للكرملين إعادة تأكيد مصالحه الوطنية على الساحة الدولية، وتحقيق طموح بوتين القديم في إعادة ترتيب مناطق النفوذ عالميًا. ومن منظور الكرملين، فإن مثل هذا الاتفاق يعني فعليًا اعتراف الولايات المتحدة بهيمنة روسيا على الفضاء ما بعد السوفيتي بما في ذلك أوكرانيا مع إقرار جزئي بنفوذها في أوروبا. وفي إطار المناورة التفاوضية، قد تعرض موسكو على ترامب تقليص علاقاتها مع الصين مقابل تنازلات أمريكية. وبالتالي سيثير هذا التحول قلق أوروبا ويجبر أوكرانيا على تقبل الخسائر الجيوسياسية. عندها، قد يحول ترامب تركيزه الاستراتيجي نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إلا أن هذا المسار يبقى معقدًا ونتيجة لذلك، يظل هذا السيناريو محدود الاحتمالية في المدى القريب، بفعل ارتباط واشنطن بتحالفاتها الغربية، وتموضع موسكو ضمن شبكات نفوذها في الجنوب العالمي.
وأخيراً ضمن السيناريوهات، إعلانات نوايا وهدنة جزئية، قد يتم الاتفاق على هدنة شكلية وإصدار إعلان غير ملزم عن الرغبة في إنهاء الحرب، بهدف إظهار تقدم سياسي وتجنب إجراءات اقتصادية متشددة، مثل الرسوم الجمركية على مستوردي النفط الروسي. هذا السيناريو محتمل إذا كان ترامب، قد تراجع عن فرض رسوم على الدول التي تشتري النفط الروسي بعد أن واجه رفضًا من الصين والهند للتخلي عن الطاقة الروسية. عندها سيحتاج إلى مبرر لعرض تقدم في السلام والتخلي عن تهديداته، وفق «مروة».