نقاد للنهار: 2025 أكبر انتاج موسيقى منذ 15 عاما ينعش السوق العربية

يشهد صيف هذا العام موسماً غنائياً استثنائيا منذ أكثر من 15 عامًا، مع طرح ما يزيد على 20 ألبومًا لنجوم الصف الأول، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على السوق الغنائي بكل عناصره، من شعراء وملحنين إلى موزعين وعازفين ومهندسي صوت، هذا الزخم يطرح تساؤلات حول مدى انعكاسه على الجمهور، وهل هو فرصة للتنوع الفني أم قد يتسبب في تراجع حضور بعض الأعمال الأخرى.
صرحت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، أن الموسم الحالي يشكل انتعاشة واضحة للسوق الغنائي، مشيرة إلى أن تنوع الألبومات المطروحة واستهدافها شرائح مختلفة من الجمهور يعد أمرًا صحيًا يثري روح المنافسة.
وأضافت: لم يعد المشهد الفني حكرًا على جمهور أسماء بعينها كعمرو دياب أو تامر حسني أو أنغام، بل اتسعت الدائرة لتضم ألوانًا وتجارب متعددة، بعد أكثر من 14 عامًا عانت فيها الساحة من تراجع الإنتاج. واليوم نشهد عودة قوية تعيد للأغنية العربية بريقها وحيويتها، ويبقى السؤال: هل سيستمر هذا الزخم في المواسم المقبلة؟
الناقد الموسيقي الكبير أحمد سماحي يرى أن هذا الموسم في صالح الجمهور تمامًا، مؤكدًا أنه من المستحيل أن يتسبب في ظلم ألبومات أخرى. وأوضح قائلاً:
منذ أيام الدراسة الثانوية، كنا نعيش مواسم صيفية مليئة بالألبومات، تصل أحيانًا إلى 80 ألبومًا، يحتوي كل منها على ما بين 8 إلى 10 أغنيات، أي ما يقارب 900 أغنية في الموسم الواحد. واليوم، ولأول مرة منذ أكثر من 15 عامًا، نشهد طرح نحو 26 ألبومًا لنجوم كبار مثل محمد عبده، رابح صقر، أصالة، عمرو دياب، تامر حسني، لطيفة، آمال ماهر، حسين الجسمي وغيرهم."
وأضاف سماحي أن استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في مصر يجذب الإنتاج الفني العربي إليها، حتى من الدول التي تعاني بعض الاضطرابات، مستشهدًا بنجاح ألبومات كارول سماحة وناصيف زيتون في السوق المصري.
أما الناقد الموسيقي محمد شميس فأكد أن العدد الحالي من الألبومات ليس كبيرًا مقارنة بحجم الجمهور، موضحًا:
مصر وحدها يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة، لذا المشكلة ليست في الكم بل في التنوع. أغلب الألبومات تدور حول موضوعات تقليدية كالحب والفراق والصعود إلى القمر، وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل نمتلك تنوعًا حقيقيًا في الكلمات والألحان والتوزيع؟"