النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

شارع الرشيد التاريخي في بغداد .. ملتقى الشعراء بالماضي .. يستعيد مكانته من جديد

رباب شعبان -

تحت أشعة شمس بغداد الحارقة، يزيل عمال يرتدون سترات عاكسة، أثار عقود من الأوساخ عن نوافذ المباني التاريخية المصطفة بشارع الرشيد، حيث تلتصق السقالات بالواجهات العتيقة، فيما يعيد الحرفيون إحياء أنماط إسلامية متقنة على شرفات منسية، ليكون شاهدا على الجهود الدؤوبة لإعادة إحياء أشهر شوارع بغداد.

وتهدف عملية إعادة إحياء شارع الرشيد، والتي تعد جزءا من مبادرة (نبض بغداد) التي تدعمها الحكومة، إلى استعادة الشريان الثقافي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين، بعد اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.

واختارت المنظمة العربية للسياحة في شهر أكتوبر الماضي العاصمة العراقية بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، بعد تقديم العراق طلبا للمنظمة في شهر سبتمبر العام 2022.

وكان الشارع في يوم من الأيام مسرحا لقصائد الشعراء الكبار مثل محمد مهدي الجواهري ومعروف الرصافي، ومكانا للمناظرات بين العلماء، لكن ساد الصمت فيه بعد عقود من الصراع، الذي بلغ ذروته بالعنف الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003، ولكن منذ هزيمة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي العام 2017، سمح السلام الهش بعودة الحياة إلى الشارع.

وقال المهندس المعماري محمد هادي مسلطا الضوء على أهمية الترميم "نهدف إلى الحفاظ على روح الشارع دون أن نحصره في الماضي فقط".

وتابع "نعمل على ترميم جزء من الشارع الأصلي، الذي يبلغ طوله (3 كلم) بمزج سحره التاريخي مع البنية التحتية الحديثة من خلال مد كابلات الكهرباء والماء والصرف الصحي والإنترنت تحت الأرض"، مضيفا "لا يمكن للشارع أن يخلو من الحنين إلى الماضي وحده، بل يجب أن يلبي احتياجات اليوم".

من جانبه، قال المهندس سامي جليل، الذي يعمل في الموقع إن حوالي 70 مبنا، بعضها يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، تخضع حاليا لأعمال تجديد، مع إجراء إصلاحات لبعض هياكلها عند الضرورة".