النهار
جريدة النهار المصرية

المحافظات

وهب حياته لخدمة الموتي بلا أجر.. قصة ”عم جلال” أقدم عامل مشرحة بالقليوبية

شروق الخياط -

تعد مهنة خدمة الموتى "مسؤول المشرحة" هي المهنة الأكثر مشاقة والأصعب داخل المجتمع المصري، فهي من ضمن المهن التي يهرب منها الجميع، إلا أن "جلال الشاعر" البالغ من العمر 50 سنة، فهو يعد أقدم عامل مشرحة موتى في مستشفى بنها التعليمي بمدينة بنها بمحافظة الـقليوبية، فقد عشق تلك الوظيفة المخيفة، ووجد فيها ضالته، وصار أشهر من يعملون فيها فى محافظة القليوبية، لكثرة المواقف الصعبة التي مر بها.

فقد كان يعمل في مستشفى بنها التعليمى كعامل فني، وبعد ذلك قام بالتطوع كمسئول عن المشرحة وخدمة الموتي، منذ أكثر من 16 عام، وذلك دون مقابل او اى أجر، وقد اعتبر ذلك في ميزان حسناته.


وقد صرح عم "جلال الشاعر"، لجريدة (النهار المصرية) إنه يستقبل الكثير من الجثث لأشخاص لقوا مصرعهم في حوادث وجرائم قتل وغيرهم، ويتم العمل على تجهيزها وفقا للتعليمات الصادرة من النيابة العامة، مشيراً إلى أنه يتم تجهيز بعضها للتشريح من قبل الطب الشرعي أو الحفظ داخل ثلاجات الحفظ في المشرحة.


وأشار عم "جلال" يعمل ليلاً ونهاراً، ولا يكل ولا يمل، لأن تلك المهنة تعد هي حق "ميت"، لافتا أنه تعلم الكثير والكثير بعالم الموتي، وأن كل جثة بتكن مختلفة عن غيرها، وأن عالم الموتي كله أسرار، مضيفاً إلى أن المشرحة لا يوجد بها خوف أو أذى من الأموات، بل إن الأذى لا يأتي إلا من الأحياء.


وخلال تصريحه أشار أن العاملين في هذا المجال لابد وأن يكون لديهم أمانة كبيرة في التعامل مع جثامين الموتى، وذلك من خلال تنظيفها جيدا والتأكد من تشغيل الثلاجات وعملها بشكل جيد حتى لا تفسد، لافتا إلى أن المتوفى بسبب تناول حبوب حفظ الغلال السامة يكون لها رائحة بسبب المواد السامة التي تتفاعل مع الجسد.

وأوضح خلال تصريحه أن أكثر الجثامين التي يتعامل معها بحرص وتؤثر فيه بشكل كبير هي جثامين الأطفال في الحوادث المختلفة، مؤكدا أنه لا يمتلك مشاعر الخوف أثناء عمله ويحاول جاهدا أن يساعد في سرعة تجهيز الجثث في حال التصريح بدفنهم لتسليمهم لذويهم.

وأضاف أنه من الخصائص الواجب توافرها في عامل المشرحة التجلد والهدوء، لأن الجثث التي يجري استقبالها تأتي من حوادث وجرائم ملتهبة في العادة، ويجيء أهلها في حالة غاضبة وساخطة، وكذلك لا بد أن يكون أميناً في تحرير محتويات الجثث من أموال ومشغولات ذهبية وفضية.