النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

الصحة النفسية في بيئة العمل: كيف تتجنب الإرهاق العقلي؟

-

يتسم المشهد المهني الحديث بالعديد من التعقيدات والتفاصيل الدقيقة مُقارنة بالماضي، حيث تزايدت المُتطلبات وتعددت أسواق العمل، وتسبب في ذلك بلا شك اتساع رُقعة قطاع الأعمال على مستوى العالم والزيادة السكانية. ظهرت إلى النور بعض المشكلات المُتعلقة بالمشهد المهني نظرًا للاتصال التكنولوجي الذي أدى إلى تشويه الفواصل الضرورية بين الحياة الشخصية والحياة المهنية، ولعل أبرز تلك المُشكلات الرئيسية هي تدهور الصحة النفسية على كل المُستويات، حيث الاستنزاف الذهني والعاطفي والمعرفي الراسخ الذي يُعاني منه الجميع.

فمع زيادة سطوة التكنولوجيا وهيمنتها على المشهد العالمي في كافة القطاعات، كان من المُفترض في بادئ الأمر أن تكون أداة مُساعدة وتعزيز لجهود الشعوب، ولكن بشكل ما أو بآخر لم يُحسن الجميع استخدامها والاستفادة بالتقنيات الحديثة في سبيل التنمية على جميع الأصعدة. فعلى سبيل المثال، تطور عبر السنوات الأخيرة مفهوم الألعاب الإلكترونية والتسلية عبر الإنترنت، حيث أتاحت منصات الكازينو الاون لاين فُرصًا لا حصر لها لمُحبي عالم الكازينو المُثير، مثل منصة luckyones التي توفر كل ما يلزم لمُحبي تلك الألعاب لخوض تجربة إلكترونية تُحقق لهم جلسات لعب مُميزة، إلى جانب احتمالات قوية لتحقيق أرباح طائلة!

آليات رصد حالة الصحة النفسية

تكمن أهم مراحل الوقوف على حالة الصحة النفسية في عملية ملاحظة الأعراض والاعتراف بها، حيث لا تتدهور الصحة النفسية بطريقة مُباشرة، إذ يصل الفرد إلى حالة متدنية من الصحة النفسية بصورة تدريجية، الأمر الذي يجعل من الصعب تعريف الحالة بشكل كامل في المراحل المُبكرة. وبالرغم من ذلك، وبفضل الأبحاث المُستمرة وسعي المنظمات الاجتماعية الدولية، هناك بعض الأعراض المتواصلة والمؤشرات البارزة التي تعمل على التوصل إلى تشخيص ولو مبدأي لصحة الفرد النفسية مثل:

  • الإرهاق المُزمن: مثل الشعور بالوهن والكسل مُعظم الأوقات.

  • الانعزالية: الأحاسيس السلبية تجاه المُجتمع وتكون أوهام بترصد الجميع.

  • تدني الكفاءة: تراجع مستويات الأداء ومُعدل إنجاز المهام في العمل.

  • مُعوقات ذهنية: ظهور بعض المشاكل المُتعلقة بالتركيز والذاكرة واتخاذ القرارات الضرورية.

  • الحساسية المُفرطة: حساسية مُفرطة تجاه المواقف الهامة، والتوتر المستمر، أو افتعال مشاكل بلا داعي.

سُبل تجنب انهيار الصحة النفسية

هُناك بعض الإجراءات والمُمارسات التي تُمكن الأفراد من تفادي مخاطر تدهور الصحة النفسية، وتعمل هذه الإجراءات في صورة خطوات احترازية في محاولة للحفاظ على حالة الصحة النفسية. وفيما يلي أبرز تلك الخطوات:

  • تعيين الحدود: لا بُد أن تُوضع الحدود الفاصلة بين الحياة المهنية والحياة الشخصية. فبمُجرد ترك مكان العمل أو الانتهاء من تنفيذ المهام، ينبغي أن يتفرغ الموظف إلى ممارسة حياته الشخصية بشكل طبيعي دون التطرُق إلى تفاصيل الحياة المهنية.

  • أساليب عصرية لإدارة الأعمال: يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في جوانب مثل إدارة الوقت وجداول العمل، حيث توجد العديد من التطبيقات التي بإمكانها تنظيم أوقات الموظفين بطُرق مُبتكرة للغاية، لتمكنه من وضع خطط زمنية واضحة، ليتحقق في النهاية ناتج إجمالي أفضل.

  • ممارسة الرياضة: لا يُمكن إغفال قيمة التمرينات الرياضية المُختلفة، حيث تعمل على تصفية الذهن وإفراغ الطاقات المكبوتة وطرد أي مؤثرات سلبية قد تُولدها بيئة العمل. ولا يتطلب الأمر بالضرورة الاشتراك في الأندية الرياضية أو تحمُل تكاليف زائدة، فمن خلال ممارسة رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، يمكن للأفراد التخلص من المشاعر السلبية.

  • تقنيات الحد من التوتر: يمكن للموظفين اتباع بعض الطُرق العصرية في التخلص من التوتر مثل التأمل الذهني وتمارين اليوجا على سبيل المثال. إذ تُساعد تلك الأنشطة على تنظيم الجهاز العصبي ورفع كفائته.

  • استشارة الهيئات المُختصة: توفر المنظمات الاجتماعية الدولية برامج تأهيلية مُتميزة تشمل العديد من الأقسام، ومن ضمنها أقسام الصحة النفسية التي تستضيف أبرز الأخصائيين النفسيين على مستوى العالم يلقون بالمحاضرات الغنية بالمناهج الحديثة التي تُساهم بشكل فعال في الارتقاء بالصحة النفسية للأفراد.

وفي نهاية المطاف، ستظل دائمًا مسألة الصحة النفسية من أهم النقاط التي تشغل بال الجميع، وذلك لأنها لا تؤثر فقط على حالة الأفراد بصورة فردية، وإنما تُلقي بظلالها أيضًا على الناتج الإجمالي العام والاقتصاد الدُولي. فلا بُد من الاهتمام بذلك الأمر إذا ما أرادت المُجتمعات الدولية تحقيق نهضة اقتصادية والارتقاء بمستوى المعيشة.