النهار
جريدة النهار المصرية

فن

اللى بيشتم ‎ أهله بيكسب أكتر من اللي بيشتغل .. محمد هنيدي يعلق على غلق التيك توك

اسماء نبيل -

علّق الفنان محمد هنيدي على قضية التيك توك المثيرة للجدل في مصر، والتي أدت مؤخرًا إلى القبض على عدد من مشاهير التطبيق. هذه الأزمة استحوذت على اهتمام واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعبر صفحته الرسمية على فيسبوك، شارك هنيدي تعليقًا مطولًا خلال بث مباشر للإعلامي محمود سعد، أوضح فيه أن المسألة تتجاوز فكرة الذوق العام أو تدخل الدولة. وأشار إلى أن المشكلة تكمن في ازدهار نوع معين من المحتوى "الشعبوي" الذي يعتمد على الحوارات اليومية، وأحيانًا الألفاظ النابية والإيحاءات، وهذا النوع يلقى إقبالًا كبيرًا من شرائح واسعة من الجمهور.

وأوضح هنيدي أن هذا المحتوى أصبح يمثل مصدر جذب قوي، قد يفوق تأثير السينما والتلفزيون. وأضاف أن مشاهدة هذا المحتوى، حتى بدافع الفضول، تشجع آخرين على تقليده، مما يدفعهم لترك أعمالهم والتوجه إلى صناعة هذا النوع من الفيديوهات. ويبدأ الأمر بمحتوى بسيط، لكن مع الوقت وقلة الدخل، يلجأ هؤلاء الأفراد إلى محتوى أكثر انحدارًا لجذب المزيد من المشاهدات. الكارثة، بحسب هنيدي، هي أن الجمهور مستعد لتلقي هذا المحتوى.

وفي تحليله لتأثير المنصة، أكد هنيدي أن تيك توك أصبح المنصة الأولى في الشرق الأوسط ومصر، لدرجة أنك لو زرت أي مركز تجاري، ستجد أن الغالبية العظمى من الناس تعرف مشاهير التيك توك بأسمائهم. وأوضح أن هؤلاء النجوم باتوا يظهرون في الإعلانات، ويُكرمون في المهرجانات، ويلتقطون الصور في كل مكان. والنتيجة هي تغير في الوعي الجمعي للمجتمع، حيث أصبح الجيل الجديد ينظر إلى هذا المحتوى باعتباره النموذج الناجح والمثالي.

واختتم هنيدي تعليقه بالقول إن الكثير من الأشخاص، رغم عدم قدرتهم على تقليد هذا المحتوى، يشعرون بالإحباط. فالعامل الذي يعمل 12 ساعة بجهد كبير يرى أن شخصًا آخر يسيء إلى أهله أو يستخدم ألفاظًا غير لائقة يكسب أضعاف ما يجنيه. وأوضح هنيدي أنه ليس مع فكرة المنع، لكنه يشدد على وجود خلل عميق يمس العقول والوعي وهيكل المجتمع نفسه، مؤكدًا أن هذا التأثير حقيقي ويشكل خطرًا كبيرًا على أجيال بأكملها.