النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

جريمة مركّبة، تجمع بين القتل والتجويع .. لا هدنة في غزة ولا مساعدات كافية

جرائم يومية  يتعرض لها شعب فلسطين المحاصر.
أحمد مرعي -

وسط هذه الأوضاع، يُجمع المراقبون والحقوقيون على أن ما تقوم به "إسرائيل" هو جريمة مركّبة، تجمع بين القتل والتجويع والتضليل، وهي سياسة تهدف إلى تدمير الوعي الإنساني بالقضية الفلسطينية، وتحييد الضغط الدولي عن الجرائم اليومية التي يتعرض لها شعب محاصر.

وقال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، في بيان صحفي أمس الأحد، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوًا، بعد أشهر من التجويع الشامل، لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، ولا يُخفف من الكارثة التي تسببت بها سياسة التجويع المتعمّدة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحًا ضد المدنيين.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أنّ هذه الخطوة، التي تمّت بموافقة "إسرائيل" وبدأ تنفيذها مساء السبت، لا تعكس تحولًا حقيقيًا في الاستجابة الإنسانية، بل تهدف بالدرجة الأولى إلى تضليل الرأي العام العالمي والتقليل من وقع الجريمة، في محاولة لصرف الأنظار عن الانتهاكات المستمرة في القطاع.

وأوضح المرصد أن هذه الخطوة تأتي في ظل جريمة التجويع المنهجية التي تنفّذها "إسرائيل" في قطاع غزة، والتي أفضت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة تمثلت في تفشّي المجاعة، وحرمان السكان من الغذاء والماء والدواء، وتدمير سلاسل الإمداد الحيوية، ومنع دخول المساعدات براً، مع استمرار الهجمات على من يسعون للحصول على الطعام، في مشهد يكشف إصرار إسرائيل على استخدام التجويع كأداة رئيسية لإهلاك سكان القطاع وتقويض سبل بقائهم.