في ذكرى ميلاده.. حسن عابدين مقاوم حرب فلسطين الذي واجه الإعدام قبل أن يصبح نجمًا

في مثل هذا اليوم، وُلد الفنان القدير حسن عابدين، أحد أبرز نجوم الكوميديا التراجيدية في مصر، والذي لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل مناضل حمل السلاح ذات يوم دفاعًا عن القضية الفلسطينية، حيث التحق بصفوف المقاومة الشعبية في الإسماعيلية خلال حرب فلسطين عام 1948، وهناك تم أسره وحُكم عليه بالإعدام، وكاد أن يُعدم لولا تدخل رفاقه الذين تمكنوا من تحريره وإعادته إلى الأراضي المصرية.
هذه الصفحة البطولية في حياته ظلت طي الكتمان لسنوات، لكنها تعكس جانبًا إنسانيًا ووطنياً لفنان ترك بصمته في ذاكرة الأجيال، سواء على خشبة المسرح أو في الشاشة الصغيرة والكبيرة.
من أعيان بني سويف إلى خشبة المسرح
وُلد حسن عابدين في عام 1931 بمحافظة بني سويف، في أسرة ميسورة الحال، وكان والده من أعيان المدينة. ظهرت موهبته التمثيلية منذ الطفولة، لكن والده عارض دخوله مجال الفن، معتبرًا أن هذه المهنة لا تليق بأبناء العائلات المحافظة.
ورغم دراسته واتجاهه إلى الحياة العسكرية، وجد حسن عابدين نفسه منجذبًا إلى المسرح، ليبدأ مشواره من خلال المسرح العسكري أثناء فترة تطوعه في القوات المسلحة المصرية.
مسيرة فنية متنوعة ما بين السينما والتلفزيون والمسرح
امتدت مسيرة حسن عابدين لعقود، قدم خلالها مجموعة من الأفلام المهمة، منها:"الأشقياء"، "سترك يا رب"، "ريا وسكينة"، "درب الهوى"، "الشيطان امرأة"، "العذاب فوق شفاه تبتسم"، "على من نطلق الرصاص"، "الأنثى والذئب"، "سنة أولى حب"، و"عنبر الموت".
كما تألق على شاشة التلفزيون في أعمال خالدة، أبرزها: "فرصة العمر"، "أرض النفاق"، "آه يا زمن"، "فيه حاجة غلط"، "نهاية العالم ليست غدًا"، "أهلاً بالسكان"، و*"أنا وإنت وبابا في المشمش"* عام 1989، الذي كان آخر أعماله، وشاركه فيه نخبة من النجوم، بينهم فردوس عبد الحميد ومحمود الجندي، من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل.
وفي المسرح، كانت له بصمات مميزة في عروض شهيرة مثل:"نرجس"، "عش المجانين"، "ع الرصيف"، و"المشاكس".
فنان لا يُقاس بعدد الأدوار بل بعمق الأثر
ترك حسن عابدين بصمة فنية نادرة، لا تُقاس بعدد الأدوار، بل بصدق الحضور وعمق الأداء. فهو لم يكن ممثلًا فقط، بل مرآة لوجدان الناس، صاغ ملامح الشخصية المصرية على المسرح والشاشة بلهجة قريبة، وقلب يعرف كيف يلمس دون ضجيج. في كل عمل قدّمه، كان يضيف للفن قيمة، وللدراما روحًا، وللمشاهد سببًا ليصدق ما يراه.