فى ذكرى رشدي أباظة.. أسطورة الشاشة الذي عاش نجمًا ورحل أيقونة

تحل اليوم، الأحد، ذكرى وفاة الفنان الكبير رشدي أباظة، أحد ألمع نجوم السينما المصرية في القرن العشرين، الذي لم يكن مجرد وجه وسيم على الشاشة، بل موهبة استثنائية تركت بصمة خالدة في تاريخ الفن العربي.
رغم رحيله قبل 44 عامًا، لا يزال اسمه يتردد على ألسنة الأجيال، وصورته تملأ الشاشات والقلوب، كرمز لفنان جمع بين الحضور الطاغي، والكاريزما النادرة، والقدرة على أداء أدوار مركّبة بحرفية وسلاسة.
النشأة والبدايات: ملامح من الشرق والغرب
وُلد رشدي أباظة في 3 أغسطس 1926 لعائلة أرستقراطية، كان والده ضابطًا بالجيش المصري، بينما تعود أصول والدته إلى إيطاليا، ما منح ملامحه طابعًا خاصًا يجمع بين الشرق والغرب.
دخل عالم السينما من باب جانبي، لكنه سرعان ما أثبت حضوره، وتطور فنيًا حتى أصبح أحد أعمدة الشاشة الفضية، قادرًا على تجسيد شخصية العاشق، والضابط، والمهرب، والشرير، بأداء متميز جعل منه نجمًا لامعًا في مختلف الأنماط الدرامية.
علامات سينمائية لا تُنسى
قدّم رشدي أباظة عشرات الأدوار المهمة التي أثبتت قدرته على التنوّع، ومن أبرزها:
الزوجة 13، الرجل الثاني، صراع في النيل، شيء في صدري، لا وقت للحب، غروب وشروق، في بيتنا رجل.
وتُعد هذه الأعمال من كلاسيكيات السينما المصرية، وما زالت تُعرض حتى اليوم، ويُستشهد بها كأمثلة للتمثيل المتقن والاختيارات الفنية الذكية.
حياة شخصية تحت الأضواء
امتد تأثير رشدي أباظة إلى حياته الخاصة التي لم تكن بعيدة عن اهتمام الجمهور. تزوّج عدة مرات، أشهرها زيجته من الفنانة سامية جمال التي استمرت لأكثر من 18 عامًا، كما تزوّج لفترة قصيرة من الفنانة تحية كاريوكا، إضافة إلى زواج من أمريكية تُدعى باربرا، أنجب منها ابنته الوحيدة قسمت.
ورغم الصورة الصارمة التي بدا بها على الشاشة، كان معروفًا في الوسط الفني بروحه المرحة، وخفة ظله، وصداقاته المتينة مع زملائه، وعلى رأسهم عمر الشريف وأحمد رمزي، اللذَين شكّلا معه مثلثًا من نجوم الجاذبية والموهبة في جيلهم.
رحيله.. وخلوده في الذاكرة
في 27 يوليو 1980، رحل رشدي أباظة عن عمر ناهز 53 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالدًا، وذكرى لا تُنسى في وجدان محبي السينما.
فهو لم يكن فقط نجمًا لمع في سماء الفن، بل ظل رمزًا للأناقة والموهبة، وصورة لا تنطفئ بريقًا مع مرور السنوات.