بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة..استشاري نفسي يقدم نصائح هامة للطلاب وأولياء الأمور

نسمه غلاب -
تعد مرحلة الثانوية العامة لدى العديد من الطلاب وأولياء الأمور، بمثابة خطوة أساسية وهامة في بناء وتحديد المصير، تعيش الأسر حالة من القلق والتوتر منذ انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة وحتى ظهور النتيجة تعيش أغلب البيوت المصرية، لحين الاطمئنان على نتائج أبناىهم الطلاب .
فمع إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025 يترقب أولياء الأمور رؤية السعادة في عيون أبنائهم بتفوقهم وحصولهم على المجموع الذي يؤهلهم إلى تحقيق أحلامهم وإرضاء طموحاتهم، ولكن في نفس التوقيت يشعر البعض بخيبة آمال وحزن في القلب عند تحقيق الأبناء درجات أقل مما يتوقعون والشعور بضياع حلم الالتحاق بالكلية أو الجامعة التي كان يرغب فيها .
يؤدي الاستسلام للشعور بالاحباط من عدم تحقيق مجموع في الثانوية العامة وكأنها نهاية الطريق إلى إصابة الشخص بإضرار بالغة الخطورة بالغة الخطورة قد تصل إلى إقدام الطالب على الانتحار والتخلص من الحياة إلى الأبد لعدم رضاهم عن النتيجة، وهو ما حدث بالفعل في أكثر من واقعة مأساوية، وعقب ظهور النتيجة شهدت محافظة الإسكندرية مأساة انتحار طالبة بإلقاء نفسها من الطابق السابع لرسوبها في الثانوية العامة ، وفي المنوفية أقدمت فتاة على إنهاء حياتها بإلقاء نفسها من سيارة ميكروباص أثناء سيرها وغيرها من المآسي التي تستوجب الوقوف أمامها والبحث والتفتيش.
وفي هذا السياق تواصل النهار مع خبراء الصحة النفسية لوضع روشتة لكيفية التعامل مع نتيجة الثانوية العامة وكيفية تخطى هذه المرحلة والتخطيط الجيد لما هو قادم، وتجنب الآثار السلبية التي قد تنتج عن الضغط الزائد أو التعامل الخاطئ مع النتيجة.
وقال الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي ، إن مرحلة الثانوية العامة ليست نهاية المطاف كما يعتقد الكثير من الطلاب وأولياء الأمور ،بل يجب اعتبارها أنها فرصة لإعادة ترتيب الأولويات ووضع خطط أوضح للمستقبل.

وأوصى استشارى الطب النفسي بضرورة التعامل مع نتيجة الثانوية العامة بمنظور أوسع وعدم التوقف عند هدف معين وعدم الاعتقاد بأن عدم الالتحاق بكلية معينة هو نهاية الطريق ،ولكن يجب التفكير في بدائل تناسب قدرات كل طالب ويستطيع الانجاز والتفوق فيها .
وشدد فرويز على ضرورة التعامل بإيحابية وعقلانية من جانب الطلاب وأولياء الأمور مع النتيجة بهدوء، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للطلاب، مهما كانت درجاتهم ومنحهم الثقة في أنفسهم لتخطى هذه المرحلة ، منوها إلى أن الطالب يكون فى أمس الحاجة لدعم عائلته، للتعامل مع القلق والتوتر السابق، ومساعدته فى تحديد مستقبله وتحديد خطوته المستقبلية.
وأكد أن الأسر يقع عليها الدور الأكبر في دعم ابنائهم الطلاب أيًّا كانت النتيجة فهي ليست نهاية الطريق، وأشار إلى ضرورة تجنب توبيخ الطالب أو توجيه اللوم له من جانب الأهل لأن ذلك من الممكن أن يؤثر علي نفسيه الطالب بل يجب تقديم كافة أوجه الدعم والتحفيز.
وتابع : الاحساس والشعور بالذنب هذا أمر طبيعي ، لكن الأهل لهم دور أساسي وكبير جدا لتخفيف عليهم الحزن ، و المواساة ببعض الكلمات مثل "عملت اللي عليك" "احنا فخورين بيك" حتى يتمكن الطالب من استعادة قوته وثقته بنفسه من كثرة الضغط من الأهل، مؤكدا على ضرورة أن يكون الأهل شركاء داعمين وفاعلين في حياة أولادهم، لا مجرد متفرجين.
وتابع: «على الأسر أن تعلم أن الضغط النفسي الناتج عن التوبيخ بعد نتيجة الثانوية العامة يدفع الطالب إلى تصرفات لإيذاء نفسه بأي طريقة ممكنة لا يتوقعها أحد، فعلى الأسر بعد ظهور النتيجة احتواء أبنائهم والطبطبة عليهم وتخفيف التعب وضغط النتيجة، وحذر من مقارنة الأسر ابنائهم الطلاب بآخرين وعدم نعتهم ومقارنتهم وتوبيخهم بل بجد دعمه .