أسامة شرشر يكتب: انتخابات مجلس الشيوخ ردة لسيناريو برلمان 2010

مشهد إرهاصات انتخابات مجلس الشيوخ يدعو للحسرة والألم، وشر البلية ما يضحك، وكأننا نعيش ردّة ديموقراطية، فلا توجد انتخابات، بل يوجد (ضحك على الناس).
الناس تصرخ في كل محافظات مصر، هذه ليست انتخابات بل تعيينات، فالقائمة الوطنية الموحدة بلا منافس، وجاءت بتعليمات من الحكومة، فهل تضحكون على الناس أم على أنفسكم؟ أعتقد أن الاحتمال الثاني هو الأوقع.
لماذا كل هذا في انتخابات كان من المفترض أن تكون بروفة لانتخابات مجلس النواب؟ فالمشهد يعتبر ردة ديموقراطية حقيقية وعودة إلى الماضي بسياسة الحزب الواحد والقرار الواحد، ولا يوجد أحزاب متنافسة ولا مستقلين ولا شخصيات وطنية، ولا يوجد إشراف قضائي كامل، وكأننا نعود للوراء.
وأنا أنبه وأحذر الحكومة أنها تلعب بالنار السياسية في هذه الانتخابات لأنها تريد نوابا تحاسبهم ولا يحاسبوها (نواب ملاكي)، خصوصا مع ما نشاهده من الحشود المستفزة من المرشحين لأنصارهم في المؤتمرات، ضد من أو مع من؟ لا نعرف! والأموال التى تصرف ببذخ شديد.
وأخشى ما أخشاه أن يتكرر سيناريو انتخابات برلمان 2010، أو أن يكون القادم في الانتخابات البرلمانية أسوأ.
ولكن الشعب المصري واعٍ جدا لكل ما يجري وهو ما يظهرفيما نتابعه من آراء منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب تفعيل قانون (من أين لك هذا يا هذا؟) بحق المرشحين لأننا نسمع عن مرشحين تحوم حولهم شبهات الفساد والمال مجهول المصدر وشبهات غسيل الأموال والاتجار بأراضي الدولة والأسمدة المدعمة والآثار.
هذا المجلس الذي كان يسمى مجلس الحكماء يجمع رموز السياسة والفكر والأدب والباحثين والعلماء في كل مجالات المعرفة والعلم أصبح الآن خارج الخدمة، ولم يعد مجلس حكماء بل أناس جاءوا من المجهول البرلماني والسياسي والمعرفي والعلمي، ولا نعرف مصادر أموالهم.
أهنئ الفائزين بتعيينات الشيوخ، أنتم لم تأخذوا حصانة وموافقة وأصوات الشعب بل حصلتم على حصانة من الحكومة، ولكنكم لن تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، وسيعيشون أحرارا ويموتون أحرارا
فهذا الشعب العظيم قدره أن حكومته تصدر الأزمات تلو الأزمات، وما من رقيب..
شكر الله سعيكم
وكل انتخابات وأنتم لستم بخير.
حفظ الله مصر بجيشها وشعبها
وأن تبقى قاهرة المعز في أمان إلى يوم الدين