”مادورو” يدعو لقمة عالمية لوقف الإبادة في فلسطين وتجريد إسرائيل من السلاح النووي

دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى عقد قمة عالمية كبرى من أجل السلام ومناهضة الحرب، بهدف وقف ما وصفه بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والعمل على نزع السلاح النووي من إسرائيل، وضمان خضوعها الكامل للقانون الدولي.
وفي رسالة وجّهها إلى المجتمع الدولي بالتزامن مع الاجتماع الوزاري الطارئ لمجموعة لاهاي، الذي دعت إليه كلّ من كولومبيا وجنوب إفريقيا، أعرب مادورو عن تأييده لانعقاد هذا الاجتماع، معتبراً إياه خطوة ضرورية وأخلاقية في مواجهة ما وصفه بأحد أكبر التحديات التي تواجه الضمير الإنساني في العصر الحديث.
وأشار مادورو إلى أن ما يحدث في غزة ومدن فلسطينية أخرى لا يمكن اعتباره صراعًا متكافئًا، بل هو – بحسب تعبيره – “مخطط ممنهج لإبادة شعب بأكمله ومحو هويته”، مشددًا على أن المأساة الفلسطينية ليست جديدة، بل بدأت منذ عام 1948، حين فرض الاحتلال الصهيوني نظامًا استعمارياً استخدم القمع والتهجير والحصار كسياسات رسمية.
وانتقد مادورو بشدة تقاعس المؤسسات الدولية، خاصة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، واصفاً أداءها بالبطيء والمخزي، ومتهماً إياها بالارتهان للمصالح الغربية على حساب الشعوب الضعيفة. واعتبر أن النظام القانوني الدولي فقد حياده، وأصبح يُستخدم كأداة ضد دول الجنوب، بينما يستثني القوى المتورطة في جرائم ضد الإنسانية.
وشدد الرئيس الفنزويلي على أن لا سلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإسقاط نظام الفصل العنصري، وتوفير تعويض عادل عن الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني. كما جدد تأكيده على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات مجلس الأمن.
وفي السياق ذاته، أعرب مادورو عن دعمه للمقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، مشيدًا بتقريرها الأخير حول حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، واصفًا إياه بأنه عمل شجاع يجسّد صوت الحقيقة في وجه حملات التشويه والتهديد التي تتعرض لها.
وفي ختام رسالته، أكد مادورو أن القضية الفلسطينية تتجاوز حدود السياسة والدين، وتمثل “المعركة الأخلاقية في زمننا المعاصر”، مضيفًا أن الصمت تجاه هذه الإبادة يُعد خيانة لتاريخ نضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة. كما جدّد التزام بلاده الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، قائلاً إن فنزويلا كانت وستبقى إلى جانبه حتى تحقيق النصر.