النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

واقع النقد الأدبي المعاصر في لقاء بمكتبة الإسكندرية

هالة ياقوت -

نظمت مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "واقع النقد الأدبي المعاصر" وذلك على ضمن البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين.
شارك في اللقاء الدكتور عادل ضرغام، أستاذ النقد الأدبي والدكتورة شيرين أبو النجا، أستاذة النقد، وأدارت اللقاء الدكتورة سارة قويسي.
وفي البداية، أشارت الدكتورة سارة قويسي إلى أن اللقاء يستهدف مناقشة أوضاع النقد الأدبي المعاصر في المنطقة العربية، سواء إيجابياته أو التحديات التي تواجهه.
بدوره، قال الدكتور عادل ضرغام، إنّ أزمة النقد المعاصر تتمثل في وجود تكتلات ثقافية وهو ما يسمح بالمجاملة لكتاب بعينهم الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تجاهل كتابات جادة، لافتا إلى أن هناك عدد كبير من النقاد هم أسرى للمصطلحات التي ينقلونها من المناهج.
وأشار إلى أن هذه الحالة تؤدي إلى تقديم رؤى نقدية غير مفهومة، مضيفا: "هناك نقاد يقومون بتقديم محاضرات عن أعمال هم لا يفهمونها".
وأكد ضرورة أن يكون لدى الناقد رصيد ضخم من النصوص التي يقرأها والتي تساهم في صنع وعيه النقدي، لافتا إلى أن هذه الحصيلة تساعد في تشكيل الذائقة النقدية للناقد.
ورأى ضرغام أن معظم الجامعات لا تنتج شخصًا مؤهلًا لكي يكون ناقدًا لأن النظم غير مؤهلة لذلك، وقال إن تكوين الناقد هو تكوين شخصي بحت رغم أنه من المفترض أن يكون التكوين مؤسسيًا.
وأوضح ضرغام أن الدور الأساسي للناقد الأدبي هو دور تفسيري للنص، لافتا إلى أنه من ضمن الأشياء التي تشكل أزمة في النقد هو غياب المعايير.
من جانبها، قالت الدكتورة شيرين أبو النجا، إنّ النقد الأدبي هو شيء مواز للكتابة الأدبية، لافتا إلى أن سؤال القيمة يظهر بقوة خلال الفترة الحالية، متسائلة "ما الذي يجعلنا نحكم على قيمة العمل الأدبي؟"
وتحدثت عن ظاهرة ما يسمى بكتب الأكثر مبيعا، قائلة إن الإعلام يساهم بشكل كبير في الترويج للأعمال الأدبية بغض النظر عن قيمة هذا العمل.
وأشارت إلى أن الكتابة النقدية حاليا هي أشبه بالكتابة التوضيحية التي تعتمد على ما أسمته بكتابة "السلم والسلام" وليست كتابة نقدية حقيقية تلقي الضوء على بعض الأشياء المهمة داخل النص وتشتبك معه.
وأوضحت أن من بين التحديات التي تواجه النقد المعاصر هو الظروف التي يتم في ضوئها الكتابة النقدية،على سبيل المثال انتساب الناقد إلى مؤسسات بعينها وهو ما يجعله يكتب متوجهًا إلى قارئ بعينه في محاولة للترويج للكتاب.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.