النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

ندوة وحفل توقيع ديوان “الأشياء في ملكوتها” للشاعر أحمد حافظ بدار العين

جانب من الندوة
أحمد سليم المطيري -

شهد مقر دار العين للنشر مساء اليوم الثلاثاء 15 يوليو ندوة وحفل توقيع لديوان “الأشياء في ملكوتها” للشاعر أحمد حافظ، وسط حضور نوعي من الشعراء والأدباء والمهتمين بالشعر العربي الحديث، في أمسية اتسمت بالعمق والإنصات للكلمة الشاعرة.

افتتح اللقاء الشاعر محمود بلال، مرحّبًا بالحضور ومتأمّلًا في عنوان الديوان وما يحمله من مفاتيح لتجربة شعرية تنحو نحو التأمل الوجودي، مشيرًا إلى أن أحمد حافظ يكتب من منطقة خاصة، حيث تتجاور الفكرة بالصورة.

واستهل الناقد الدكتور محمد عبدالباسط عيد حديثه بمقاربة نقدية معمقة، رأى فيها أن ديوان “الأشياء في ملكوتها” لا يقدم القصيدة بوصفها بناءً لغويًا فقط، بل ككائن متعالٍ يبحث عن نوره الخاص في العتمة.

وأضاف أن أحمد حافظ يمتلك قدرة لافتة على الإمساك بالتفاصيل الهامسة وتحويلها إلى معانٍ كونية، موضحًا أن شعره أقرب إلى “الابتهال المعاصر”، حيث تختلط البصيرة الشعرية بالحنين الفلسفي إلى المعنى.

كما أشار إلى حضور الرمز واللغة الصوفية في بعض النصوص، دون الوقوع في الغموض، معتبرًا أن الشاعر يكتب بوعي لغوي عالٍ، ويمنح القصيدة مجازها من خلال المراوحة بين الضوء والظل، والداخل والخارج.

ومن جانبه، تناول الناقد الدكتور هشام زغلول البنية الجمالية للديوان، مؤكدًا أن أحمد حافظ لا يكتب الأشياء كما تظهر، بل كما تُحسّ وتُرى من الداخل، موضحًا أن الديوان يعيد ترتيب العلاقة بين الذات والعالم من خلال رؤية شعرية تُحيل الواقع إلى ملكوت شعري خالص.

واعتبر أن “الأشياء في ملكوتها” تنتمي إلى نوع من الشعر القلق، الذي لا يستكين إلى إجابات جاهزة، بل يعيد صياغة الأسئلة بلغة شفيفة، تحاور القارئ لا لتطمئنه، بل لتوقظه.

ونوّه زغلول بالاقتصاد في اللغة، وحضور المجاز غير المتكلّف، وهو ما يجعل القصيدة عند حافظ اقربي صإلى “صلاة لغوية”، تمضي بالقارئ من الحسي إلى المجرد، ومن الظاهر إلى الجوهر.

شهدت الأمسية حضور عدد من الشعراء والكتّاب والنقاد، من بينهم: الدكتور محروس بريك الأستاذ بكلية دار العلوم، الشعراء: أحمد حسن، محمد عرب صالح، أحمد جمال مدني، عبد الزخم الطويل، كما حضرت وجوه أدبية بارزة في المشهد الثقافي القاهري، مما أضفى على اللقاء طابعًا حيًّا وتفاعليًا، اتسعت فيه النقاشات حول التجربة الشعرية، ومكانة الشعر اليوم، وأشكال تلقيه.

وفي ختام اللقاء، وقّع الشاعر أحمد حافظ نسخًا من ديوانه للحضور، وسط كلمات تشجيعية وإعجاب بتجربته الشعرية، التي وصفها البعض بأنها “تكتب من منطقة الجرح النبيل، وتحمل توق الإنسان للمعنى وسط هذا التيه المعاصر”.