بورسعيد تشتعل مبكرًا استعدادًا لمعركة مجلس الشيوخ على المقعد الفردي
في تطور مفاجئ قبيل غلق باب الترشح بساعات، تقدم حزب "الوعي" بأوراق مرشحه الرسمي المستشار محمد صفا، محامي النقض والقيادة السياسية بالحزب، لخوض انتخابات مجلس الشيوخ 2025 عن المقعد الفردي في محافظة بورسعيد، ليصبح ثاني المتنافسين رسميًا في سباق انتخابي يبدو أنه سيكون ثنائيًا محتدمًا.
ويأتي ترشح "صفا" في توقيت حرج ومفصلي، أثار انتباه المراقبين السياسيين في المحافظة، لا سيما بعد أن ظل الباب مفتوحًا لأيام دون منافسين سوى مرشح وحيد. بهذا، باتت المنافسة محصورة رسميًا بين مرشحي حزبين سياسيين، دون وجود أي مرشح مستقل أو ممثل عن أحزاب أخرى.
وجهان حزبيان في سباق واحد.. صفا ضد جوهر
بحسب كشوف اللجنة المشرفة على الانتخابات، حصل المستشار محمد صفا على الرقم (2) في الترتيب العام للمرشحين، بينما يحمل منافسه الكابتن أحمد جوهر، رئيس مجلس إدارة نادي المريخ الرياضي، والمرشح عن حزب "مستقبل وطن"، الرقم (1) والرمز الانتخابي "القلم"، بعد تقدمه في أول أيام الترشح.
المعركة الانتخابية تبدو محددة في الشكل، لكن حافلة بالتباين في المضمون؛ إذ يمثل صفا خلفية قانونية صلبة وتجربة مهنية رفيعة في المجال القضائي والسياسي، بينما يعتمد جوهر على قاعدة جماهيرية واسعة في الأوساط الشبابية والرياضية، مدعومة بغطاء تنظيمي من أحد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد.
توازن ثنائي وشارع يترقب
ويصف متابعون هذا التطور بـ"المعادلة الثنائية المتوازنة"، التي تجعل التركيز الشعبي والإعلامي أكثر حدة على برامج المرشحين وشخصياتهم، بعيدًا عن فوضى التعددية العددية التي تطبع سباقات انتخابية أخرى.
ومن المتوقع أن تشهد فترة الدعاية الرسمية، التي تنطلق خلال أيام، زخماً غير مسبوق على مستوى الحملات، في ظل اقتصار المنافسة على مرشحين اثنين، ما يمنح كل طرف فرصة أكبر للتواصل مع الناخبين، وعرض رؤيته بشأن القضايا المحلية والتنموية لبورسعيد، والدور التشريعي والرقابي داخل مجلس الشيوخ.
"الوعي" يبحث عن موطئ قدم.. و"مستقبل وطن" يدافع عن حضوره
ويرى مراقبون أن حزب "الوعي" يسعى عبر هذه الخطوة إلى تعزيز حضوره البرلماني، والتمهيد لوجود فاعل في الحياة السياسية، خاصة في مجلس الشيوخ، بوصفه ساحة تشريعية مؤثرة. في المقابل، يخوض "مستقبل وطن" المعركة بهدف الحفاظ على ثقله في المحافظات، وتأكيد قدرته على حصد المقاعد في مختلف الاستحقاقات.
قرار الحسم بيد الناخب البورسعيدي
بهذا التطور، تُغلق أبواب الترشح في بورسعيد على معركة انتخابية ثنائية، عنوانها الأبرز: "الوعي" ضد "مستقبل وطن"... بينما تبقى الكلمة الأخيرة لأبناء بورسعيد، ممن سيتوجهون قريبًا إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم تحت قبة مجلس الشيوخ في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية ترقبًا على مستوى المقعد الفردي.