النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

حريق كشف الحقيقة.. لماذا نعتمد على سنترال رمسيس فقط؟

منة نور -

في ظل الحريق الضخم الذي اندلع مؤخرًا في مبنى سنترال رمسيس، تعطلت شبكات الاتصالات والإنترنت وخدمات الدفع الإلكتروني في عدد كبير من المناطق، مما تسبب في حالة من الارتباك وتعطيل مصالح المواطنين والشركات، وطرح سؤالًا جوهريًا: لماذا تعتمد مصر بشكل شبه كامل على هذا السنترال؟ ولماذا لا توجد بدائل جاهزة لتفادي مثل هذه الأزمات؟

سنترال رمسيس يُعد واحدًا من أهم مراكز الاتصالات في مصر، حيث يعمل كنقطة تجميع مركزية (Core Aggregation Point) تمر من خلالها أغلب البيانات التي تدخل البلاد أو تخرج منها، ووفقًا لبيانات وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فإن هذا السنترال يخدم كعقدة رئيسية لربط مزودي خدمات الإنترنت الكبار مثل (WE، فودافون، أورنج، اتصالات) بالمستخدمين النهائيين، خاصة داخل القاهرة الكبرى.

أما عن السبب وراء غياب بدائل قوية لسنترال رمسيس، فهو يرجع إلى اعتماد البنية التحتية للاتصالات في مصر على نموذج "المركز الواحد"، حيث يتم ربط جميع شبكات الإنترنت من خلال نقطة مركزية، وهو ما يجعل أي عطل أو كارثة في هذه النقطة يؤثر بشكل مباشر على مستوى الخدمة على نطاق واسع.

ورغم وجود بعض محاولات لتأسيس نقاط تبادل بيانات في مدن أخرى مثل الإسكندرية وبعض محافظات الدلتا، فإنها حتى الآن لم ترقى إلى مستوى كفاءة وقدرة سنترال رمسيس في التعامل مع حجم البيانات الهائل.

إن تأسيس بدائل حقيقية يتطلب استثمارات ضخمة وتجهيزات فنية وأمنية متقدمة لضمان استمرارية الخدمة بأعلى كفاءة، وهو ما تعمل عليه حاليًا وزارة الاتصالات بالتعاون مع الجهات المختصة.

وقد طمأنت الوزارة المواطنين بأن العمل جارٍ على إيجاد حلول بديلة سريعة لضمان استمرار الخدمات الأساسية، وتقليل الخسائر الناتجة عن مثل هذه الأزمات، مؤكدة أن الخدمة ستعود تدريجيًا خلال ساعات.