النهار
جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى ميلاد زوزو نبيل.. أم الشهيد وصوت ”شهرزاد” الزمن الجميل

 زوزو نبيل
بسمة رمضان -

في 6 يوليو، نحتفي بذكرى ميلاد الفنانة القديرة زوزو نبيل صاحبة الحضور الفني القوي الذي امتد من المسرح إلى الإذاعة والسينما والتلفزيون لأكثر من خمسين عامًا، وما يضفي بعدًا إنسانيًا على مسيرتها هو أنها أما لوحيدها نجلها نبيل سامي عاشور، الضابط الذي استُشهد في حرب أكتوبر 1973، وفي هذا التقرير تستعرض جريدة النهار المصرية، مسيرتها الفنية المؤثرة ونلقي الضوء على لحظة الألم والفخر التي عاشتها كأمٍّ ضحت بأغلى ما تملك في سبيل الوطن.

نشأتها و بداياتها الفنية

نشأت زوزو في أسرة محافظة، ولم تكتمل مراهقتها حتى تزوّجت من مأمور بسجن طرة في سن 13 عامًا ونصف فقط تجربة قاسية أثّرت فيها بشدة، حيث وصفت نفسها "الأم الطفلة" بعد أن أصبحت أما في عمر 14 عامًا و4 أشهر لم تستسلم، بل تحلّت بالإرادة، التزمت أمام والدتها بالعمل الشريف، وانطلقت في رحلتها الفنية، بدءًا من فرقة مختار عثمان، ثم اكتشافها في فرقة يوسف وهبي ومسرح رمسيس .


رمز الإذاعة وصوت "ألف ليلة وليلة"

أصبحت "شهرزاد الإذاعة" بلا منازع وبدأ تحوّلها الفني من المسرح إلى الإذاعة، حيث قدّمت سلسلة "ألف ليلة وليلة" بدءًا من 1955، بصوتها الدافئ الذي عشقته الأسر المصرية في رمضان لأكثر من جيلين .

آثار خالدة على الشاشة

على مدار أكثر من 60 عامًا، شاركت زوزو نبيل في نحو 250 عملًا فنّيًا:

السينما: بدأت عام 1937 بفيلم "الدكتور"، وتألقت في أعمال مثل "سلامة"، "لحن الوفاء"، "أنا حرة"، و"الخرساء" .

التلفزيون: تركت بصمة لا تُمحى في مسلسلات "بكيزة وزغلول"، "يوميات ونيس"، "رأفت الهجان"، "هند والدكتور نعمان"، وغيرها .

الفنانة والإداريّة

لم تكتفِ زوزو بالتألق على الشاشة، بل نقل خبرتها إلى المناصب الفنية والثقافية، فقد شغلت:

منصب رقابة المصنفات الفنية لثلاث سنوات في الخمسينيات.

إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959.

تدريس فن الإلقاء بمعهد السينما إلى جانب الفنان عبد الوارث عسر.

وبقيت حتى وصلت إلى منصب وكيل وزارة .

صدمة استشهاد الابن

خسرت زوزو ابنها الوحيد، الضابط نبيل، الذي استُشهد في حرب أكتوبر 1973 ورغم الحزن العميق، لم تنكسر عزيمتها واستمرت في الإبداع لاحقًا .


تكريمات وختام الرحلة

حازت على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "أنا حرة"، ونالت تكريمًا في مهرجانات الإسكندرية (1995) والقاهرة (1996)، وتوفيت في 3 مايو 1996 متأثرة بالتهاب رئوي حاد وقصور في القلب، قبل عرض فيلمها الأخير "رجل مهم جدًا" بخمسة أشهر، ولكنها رحلت بجسدها تاركة خلفها أكثر من نصف قرن من الأعمال الخالدة، بين المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، بصوت مليء بالدفء وحضور تمثيلي ساحر ونموذجًا للفنانة جمعت بين الإبداع والتضحيات، حتى ظل صوتها خالد في مسامعنا، وقصتها محفورة في وجدان الوطن.