النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

من «فتيات العنب» لــ مأساة جديدة.. كوارث ودماء الطريق الإقليمي عرض مستمر

نسمه غلاب -
بعد مرور أيام قليلة على مأساة مصرع 19 فتاة «صبايا العنب » من قرية كفر السنابسة بالمنوفية في حادث الطريق الإقليمي، هذه المأساة المؤلمة التي هزت قلوب المصريين، وقبل أن تجف دمائهن من على الأسفلت وينتهى تلقى أسرهن العزاء..صُعق المواطنون صباح أمس السبت، بحادث مروع جديد في نفس الطريق وعلى بعد خطوات من مسرح حادث الفتيات، ما أسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة آخرين.
شهد الطريق الإقليمي، أمس السبت، حادثا مأساويا جديدا أسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح وكسور متفرقة، إثر تصادم مروّع بين سيارتين “ميكروباص” بالقرب من قرية بني سلامة، التابعة لمركز منشأة القناطر، ليكتب بالدماء والمآسي فصلا جديدا في كوارث الطريق الإقليمي.
بالآنين والحزن وعبارات التعازي والمواساة لا تزال دموع الأمهات تسبق سيارات الإسعاف.. بهذا الوصف المؤلم ، تصدر الطريق الإقليمي الذي اشتهر بــ«طريق الموت»، تريند مؤشرات البحث وحديث منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات وصرخات المواطنين والتساؤلات عن الأسباب التي تؤدي إلي وقوع عشرات الحوادث على الطريق الإقليمي، ليتحول من طريق حيوي يربط المحافظات ويخدم الناس، إلى طريق مُرعب يربط الحياة بالموت.
هل السبب في الطريق أم في رعونة وتهور السائقين؟ من يتحمل أرواح الضحايا الأبرياء ! إلى متى ستظل كوارث ونزيف هذا الطريق مستمرة في حصد الأرواح، كلها تساؤلات بات حديث الرأي العام تجاه كوارث الطريق الإقليمي ومخاوف من تدهور الطريق واستمرار نزيف الدماء على جنباته بهذا الشكل المرعب .
كارثة رحيل الــ18 فتاة إثر تعرضهن لحادث على الطريق الإقليمي، إثر اصطدام سيارة نقل ثقيل«تريلا» بالميكروباص الذي كان يقلهن من منزلهن إلى أحد المزارع يعملن فيها باليومية لجني العنب، مقابل يومية قدرها 120جنيها.
يوم الواقعة اسيقظت الفتيات مبكرا كعادتهن، كل منهن تجهز نفسها وتعد نفسها ليوم شاق من أجل كسب الوقت الحلال في جنى العنب مقابل بعض الجنيهات تساعدني من خلالها أسرهنا على تحمل أعباء الحياة، خرجنا الفتايات كل واحدة من منزلها مودعين أسرهن على أمل العودة آخر اليوم ببعض الجنيهات التي يتحصلن عليها بالجهد والتعب والشقى .
ولكن هذه المرة خرجنا الفتيات دون عودة على أقدامهم وعادة جثث، فأثناء استقلالهن السيارة الميكروباص التي تنقلهم من منازلهن بقرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية الي مقر العمل في أحد غيطان ومزارع العنب بأحد المناطق المجاورة لبلدهم ،واثناء سيرهن اصطدمت سيارة تريلا بالميكروباص، لتتحطم أحلام الفتيات البسيطة في العيش الكريم، وتتحول أجسادهن إلى أشلاء مبعثر فوق الأسفلت في مشاهد مؤلمة أبكت العيون وآدمت القلوب.
فتيات مجتهدات راضين بحياتهن غير ناقمين..عاملات بشرف فكل منهم قصه فتاه عظيمه، تراوح أعمار الضحايا بين 14 و22 عامًا، بعضهن المعيلات الوحيدات لأسرهن، وبعضهن لم يُكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن، في طريقهن إلى مزرعة العنب لجني ثماره وكسب قوت يومهن، كانت فتيات قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، يواجهن التحديات والصعوبات بابتسامة عريضة، ويستقبلن يومهن بأمل في غدٍ أفضل، يستطعن فيه تحقيق أحلامهن، لكن الأحلام تحولت إلى كابوس بعد أن ظفر الموت بأرواحهن، وترك أهل البلدة الصغيرة في غمٍّ وحزن لا يوصف.
ويبدو أن الطريق الإقليمي تحول الي صفحة وفيات، تكتب كل يوم نهاية مرتاديه، ووصف رواد السوشيال ميديا الطريق الإقليمي بطريق الموت، ليتساءل الجميع في حيرة هل ستدخل الحكومة والجهات المعنية لبحث وفحص أسباب تعدد الحوادث على هذا الطريق المرعب؟, أم سيستمر نزيف الدماء يحصد الأرواح على الطريق الإقليمي .