النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

الزمالك بلا قائد.. من يسد فجوة غياب شيكابالا في «أوضة اللبس» الموسم القادم؟

شيكابالا
ياسمين عبد الحميد -

في الخامس من يوليو 2025 أعلن رسمياً أسطورة نادي الزمالك محمود حسن فضل الله شيكابالا تعليق حذاءه، وخروجه من الملعب للجلوس على كرسي المحلل.

شيكابالا كما وصفه بلال علام المعلق الشهير، قوس وفارس والسهم شيكابالا، كان أخر سلالة الموهوبين أخر من حملة راية الزمالك من جيل التسعينات للجيل الحالي، وبينما كان يجهز لتسليم الراية للقائد القادم، جاءته الطعنة من أحمد سيد زيزو الذي كان يجهزه ليكون أسطورة الزمالك القادم، ولكن الأخير اختار أن يرتمي في حضن الغريم كفرد قد لا تطول إقامته كثيرا، تاركا خلفه إرثا عظيما كان بانتظاره لتخليد اسمه كأحد أساطير القلعة البيضاء.

ويبقى السؤال الذي لم يفكر فيه أحد من قبل، من سحمل الراية في حقبة ما بعد شيكابالا، فمنذ ما يقارب العقدين، لم يعرف الفريق قائدًا بحجم تأثيره، هو صوت الجمهور في غرفة الملابس، وهو الرابط بين الأجيال، والعنصر الوحيد الذي لا يخشى الصدام مع أي لاعب أو مدرب حين يتعلق الأمر بهوية الزمالك.

شيكا ليس فقط قائدًا، بل حالة شعورية. هو الذي يلقي الخطاب قبل المباراة، ويدخل في نقاش مع الحكم حين يُظلم فريقه، ويحضن الناشئ الذي ارتبك، ويضبط إيقاع الجميع.

الأصعب من كل هذا هو أن غيابه يأتي في وقت حساس، حيث يمر الزمالك بمرحلة انتقالية مليئة بالتغيرات الإدارية والفنية. النادي يُعاد تشكيله من الداخل، ما يجعل الفراغ القيادي أكثر خطورة.

ما بعد شيكابالا قد تكون فترة بها من الحزم والصرامة ما لم يكن يوما عليه الزمالك، ربما تدار الأمور بهدوء ورزانة بوجود نجوم مثل الونش وعبد الله السعيد، أو بحب وشغف الجماهير من خلال عمر جابر، وربما يحتاج الزمالك إلى عودة طارق حامد، لكل من هؤلاء شخصيته وجزء من ملامح الزمالك، لكنها ليست كل الزمالك ليست شيكابالا.

المطلوب من الإدارة الجديدة، بقيادة جون إدوارد، ليس فقط إيجاد بديل في الملعب، بل خلق هيكل قِيادي داخل الفريق، قادر على الاستمرار، والتواصل، والتأثير، ربما الحل سيكون جماعيًا، بقادة من كل خط، وربما يولد نجم جديد من رحم الأزمة.

لكن ما لا شك فيه أن "أوضة اللبس" لن تكون كما كانت، والصوت الذي كان يسبق اللاعبين في الممر إلى الملعب، ويُشعل المدرجات قبل أن تبدأ المباراة، قد لا يُسمع بعد الآن.