النهار
جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى ميلادها.. وداد حمدي ”خادمة الشاشة” التي خطفها الموت طعنًا!

وداد حمدي
بسمة رمضان -

تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد واحدة من أشهر نجمات الزمن الجميل، الفنانة الراحلة وداد حمدي، التي رسخت في أذهان الجمهور بدور "الخادمة خفيفة الظل" في أكثر من 250 فيلمًا. وُلدت وداد في محافظة كفر الشيخ، وكانت الأخت الكبرى لخمسة أشقاء. عاشت طفولتها في المحلة الكبرى حيث كان والدها يعمل في صناعة الغزل والنسيج، لكنه واجه أزمة مالية بعد التقاعد، ما دفعها للسفر إلى القاهرة لتعيش مع عمها في السيدة زينب، وهناك بدأت أولى خطواتها نحو الفن.

بداية مشوارها الفني

التحقت وداد حمدي بمعهد التمثيل، وبعد عامين فقط، بدأت رحلتها الفنية عام 1944 من خلال فيلم "ابنتي"، وفي العام نفسه ظهرت أيضًا في فيلمي "نور الدين والبحارة الثلاثة" و"عنتر وعبلة". لكن الانطلاقة الحقيقية كانت عام 1945، عندما قدّمها المخرج الكبير هنري بركات في فيلم "هذا ما جناه أبي"، لتبدأ بعدها رحلة طويلة مع الأضواء.

أكثر من 250 فيلمًا… نجمة المشهد الثاني بلا منازع!

قدّمت وداد حمدي رصيدًا فنيًا ضخمًا تجاوز 250 عملًا، تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون. وعلى الرغم من أنها كثيرًا ما لعبت أدوارًا ثانوية، إلا أن حضورها الطاغي وبساطتها جعلتاها واحدة من أكثر النجمات تميزًا في تلك الفترة.

من أبرز أعمالها السينمائية:

عنتر وعبلة

هذا ما جناه أبي

ضحايا المدينة

الخمسة جنيه

أول نظرة

أحمر شفايف

العرسان الثلاثة

حب لا يموت

الشاطر حسن

آه من الرجالة

شاطئ الغرام

قمر 14

المليونير

مكتب الغرام

حبيب الروح

الأفوكاتو مديحة

حماتي قنبلة ذرية

ورد الغرام

ليلة غرام

الحب في خطر

المنزل رقم 13

ظلمت روحي

زينب

جنة ونار

ابن للإيجار

الحموات الفاتنات

لم تكن مجرد "وجه مألوف" بل كانت عمودًا ثابتًا في المشهد السينمائي، تجسد دور الخادمة أو الجارة أو القريبة بخفة ظل وبصمة لا تُنسى.

حياة شخصية هادئة وشائعات كثيرة

تزوّجت وداد حمدي من الفنان محمد الطوخي (والد الفنانة إيمان الطوخي) وابتعدت خلال تلك الفترة عن التمثيل في الستينيات، لكن بعد انفصالهما، عادت إلى الشاشة من جديد. لاحقتها شائعات عن زيجات أخرى من الموسيقار محمد الموجي والفنان صلاح قابيل، لكنها نفتها جميعًا.

كانت صديقة مقرّبة للفنانة هدى سلطان، وكشفت في لقاء نادر مع الفنانة صفاء أبو السعود عن قصة حب نشأت بينها وبين شقيق الفنان فريد شوقي، لكن الزيجة لم تكتمل بسبب رفض عائلته. وأكدت وداد:"قالولي إزاي تتجوزه وهي بتطلع خدامة عند هدى سلطان!" الأمر ترك أثرًا نفسيًا كبيرًا فيها، وأثر على علاقتها بهدى لفترة.

نهاية مأساوية… 250 جنيهًا ثمن حياتها!

في عام 1994، تعرضت وداد حمدي لجريمة قتل بشعة داخل شقتها على يد "ريجيسير" يُدعى متى باسيليوس، طمعًا في المال. دخل منزلها بحجة أنه يبحث عن فرصة عمل، ثم طعنها عدة طعنات قاتلة لسرقة 250 جنيهًا فقط.

الفنانة سهير رمزي كشفت لاحقًا أن هذا الشخص كان يزور بيتها باستمرار، وصرّحت: "كان مهذب وطيب جدًا، بس طلع بيتعاطى مخدرات لما معرفش يلاقيني راح على يسرا، ولما ملقهاش قتل وداد".

تم القبض عليه بعد فترة قصيرة، واعترف بجريمته البشعة، ليُنهي حياة واحدة من أكثر الوجوه المحبوبة في تاريخ السينما المصرية.

إرث لا يُنسى

رحلت وداد حمدي، لكن ضحكتها، وروحها الطيّبة، وأداؤها العفوي ما زالت محفورة في ذاكرة عشاق السينما. كانت "أيقونة الدور الثاني"، لكنها الأولى في قلوب الجمهور.