النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تصاعد التوترات بين الطوائف اللبنانية وقوات اليونيفيل: هل سيتم التجديد؟

منى عبد الغنى -

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة اللبنانية إلى إعادة التأكيد على سيادتها واستقرار حدودها، تصاعدت حدة التوترات بين سكان جنوب لبنان وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، ورغم أن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كانت تهدف إلى دعم الاستقرار، إلا أن العديد من السكان المحليين باتوا يعتبرون وجود اليونيفيل تدخليًا واستفزازيًا وغير مرحب به بشكل متزايد، خاصةً عندما تتحرك الدوريات دون مرافقة من الجيش اللبناني.

يشار الى أن اليونيفيل تأسست عام ١٩٧٨ وتوسعت بشكل كبير في أعقاب حرب ٢٠٠٦ بموجب قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، وتضم حاليًا ما يقرب من ١٠٠٠٠ جندي من ٤٦ دولة. تشمل مهمتها مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم القوات المسلحة اللبنانية في المناطق الجنوبية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية،لكن التطورات الأخيرة جعلت دورهم موضع تساؤل، مع تزايد عدد المجتمعات في جنوب لبنان التي تعرب عن إحباطها إزاء ما تعتبره سلوكاً أحادي الجانب من جانب قوات حفظ السلام.

وتحدثت بعض وسائل الإعلام اللبنانية أن هناك احتجاجات في قرى جنوبية: في بلدات مثل صريفا والطيبة والعديسة، حيث اعترض السكان دوريات اليونيفيل ورفعوا أعلام حزب الله على سيارات الأمم المتحدة، احتجاجًا على دخولها أراضٍ خاصة أو زراعية دون تنسيق مع الجيش، في الوقت الذي فشلت فيه القوات الدولية في منع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمجال الجوي والأراضي اللبنانية، حيث يعتقد اللبنانيين أن الأمن يجب أن يكون حصرياً بيد الجيش اللبناني، وأن أي وجود عسكري أجنبي يجب أن يخضع لإشراف الدولة بشكل صارم.

وفى سياق متصل دعا السياسيون اللبنانيون لإعادة التنسيق الكامل بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وجعل وجود الجيش اللبناني إلزاميًا في جميع الدوريات، زيادة شفافية اليونيفيل بشأن أنشطتها وأهدافها.

ومن جانبة أكد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، أن الظروف الراهنة في البلاد والمنطقة تفرض أكثر من أي وقت مضى، بقاء القوات الدولية في الجنوب لتعمل مع الجيش اللبناني على المحافظة على الاستقرار والأمن، الذي هو جزء لا يتجزأ من الاستقرار في المنطقة.

وقال عون خلال لقاء القائد الجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ديوداتو ابنيارا، وفقا للوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية - إن استمرار الأعمال العدائية الإسرائيلية واحتلال التلال الخمس وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين يشكل انتهاكا صريحا لإرادة المجتمع الدولي في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته.

وأوضح عون أهمية الشراكة بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني، مشيرا إلى أن العمل جار لزيادة عدد أفراد الجيش في الجنوب لتعزيز الاستقرار وتأمين الطمأنينة والأمان، من جانبه أكد الجنرال ابنيارا أنه سيعمل على "تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني".

وفي وقت سابق وجهت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، ، رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، طلبت فيها تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" لمدة عام اعتبارا من 31 أغسطس المقبل.

وأكدت الوزارة في رسالتها "تمسك لبنان ببقاء قوات اليونيفيل والتعاون معها، ومطالبته بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلّها ووقف انتهاكاتها المتواصلة لسيادته ووحدة أراضيه".

وعقب حرب يوليو- أغسطس 2006، قام مجلس الأمن، وبموجب القرار 1701، بتعزيز "اليونيفيل" وأناط بها مهام إضافية من خلال العمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، ويتم التمديد لمهمات " اليونيفل" سنوياً في مجلس الأمن الدولي.

وتُنفّذ "يونيفيل" حالياً دوريات منتظمة على امتداد الحدود بين إسرائيل ولبنان، وتبلغ قوامها نحو 10 آلاف عنصر من أكثر من 50 دولة، مهمتهم الحد من التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وفي مايو الماضي، أعربت "يونيفيل" عن قلقها إزاء استهدافات إسرائيلية لممتلكاتها وأفرادها في جنوب لبنان، آخرها إطلاق طلقتين ناريتين أصابت إحداهما قاعدة لها جنوب قرية كفرشوبا اللبنانية الحدودية.

ويعد هذا الحادث الأول الذي يصاب فيه موقع لـ"يونيفيل" بشكل مباشر منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر 2024.