ماهر مقلد يكتب: يحمل حقيبتين

أشفق على الفريق كامل الوزير من عبء المسئولية فهو يحمل على كتفيه حقيبتين وزاريتين هما النقل والمواصلات والصناعة، حمل ثقيل فى الصباح هو وزير النقل والمواصلات وفى المساء وزيرا للصناعة، والمسافة ليست قريبة، ساعات النهار والليل ربما لا تكفى المسئول عن حقيبة النقل تشعباتها وتنوعها وتحدياتها كما أن أيام الأسبوع مكتملة لا تفى الغرض للقيام بأعباء وزارة الصناعة التى تحتاج إلى اقتطاع أيام من أجندة العام المقبل، غير أن الوزير الذى ولد وزيرا فالاسم الذى يحمله قبل أن يصبح وزيرا هو الوزير لم يشك من المهمة أو يتبرم، بل ويحظى بالثناء والمديح من كبار الإعلاميين.
حوادث الطرق مأساة، تجلب الهموم على الوزير وتفتح حقيبة النقل الصماء بما تحوى من مآس وفواجع بسبب الجرح النازف ليل نهار لحوادث دامية كارثية بسبب طرق أو أخطاء، فى المقابل يخفت صوت الآلات وهدير الطواحين وتروس العمل فى المصانع ولا يعلو صوت الإعلام، لا ينشغل الكثيرون بحال الصناعة.
من القسوة أن يتحمل الوزير المسئولية عن سائق يسير عكس الاتجاه، من القسوة أن نضع المهمة فى عهدة المسئول الكبير. الضمير هنا فى أن المسئولية جماعية تبدأ من حيث بداية القصة فلماذا لا توجد كاميرات مراقبة فعالة تراقب الطرق وتتدخل فى مثل هذه التجاوزات التى ترتقى إلى الجرائم بحيث يتم القبض فى الحال على سائق النقل الذى يسير عكس الاتجاه من خلال تدخل غرفة العمليات التى تراقب الكاميرات وتعطى تعليمات للمرور بالتدخل وإيقاف السائق والسيارة والقبض عليه.
فى المفهوم العام السائد فى مصر هو أن كاميرات المراقبة لتسجيل المخالفات والمحاسبة عند تجديد التراخيص بينما نتندر دومًا على الطريقة التى تنفذها دول الخليج أو غيرها وهى إيقاف المخالف فى الطريق قبل أن يكمل مهمته.
لم يكن الوزير فى الطريق الصحيح عندما تفقد الطريق الإقليمى وسط مظاهرة إعلامية تتنفس كلامًا لا يصدق، جلال اللحظة أكبر من التحدى أو المغالطة، وجبر الخواطر سلوك الكبار.
المأساة تكشف من جديد عن خطورة تعاطى المخدرات بشكل عام والخطر المرعب الذى يتسبب فيه السائق وهو تحت تأثير المخدرات، ما الحل إذن؟ لتجنب هذه الكارثة المجتمعية، هناك قانون صدر وهناك كشف عشوائى فى الطرق كان نشطًا فى فترات سابقة لكنه تراجع دون أسباب واضحة.
شهيدات العنب تركن وجعًا فى قلوب الجميع، البراءة والشهامة والمثابرة والأمل هى عناوين مسجلة لهن يرحمهن الله ويربط على قلوب ذويهن، مهما حدث لن يتغير فى الموقف المؤلم شىء، هناك ضحايا وهناك جانٍ، والقانون فى إجازة، فهل يكون هناك تحرك يمنع مستقبلا تكرار ما حدث سواء فى الطريق الإقليمى أو الدولى أو الساحلى وطريق الصعيد الشرقى والغربى.