النهار
جريدة النهار المصرية

سياسة

برلماني: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من فوضى محققة وأرست دعائم دولة قوية

النائب أحمد سمير زكريا،
أحمد البيومي -

أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، أن تدخل القوات المسلحة في 30 يونيو 2013 بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم يكن تدخلاً في السياسة بقدر ما كان تحركاً لحماية الدولة من السقوط، مشيرًا إلى أن البديل عن ذلك التدخل كان الانزلاق نحو سيناريوهات الفوضى والانهيار، كتلك التي تشهدها دول مثل ليبيا واليمن وسوريا والسودان، حيث انهارت مؤسسات الدولة وحلّت الميليشيات محلها.

وأضاف "زكريا" أن السنوات التي تلت الثورة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب المصري كان يملك وعياً جمعياً فريداً، استطاع التمييز بين مشروع وطني حقيقي، وآخر وهمي يهدد كيان الدولة، مؤكدًا أن ما تحقق بعد 30 يونيو من إصلاحات اقتصادية، واستعادة لمكانة مصر الإقليمية، وتثبيت لأركان الدولة، لم يكن ليتحقق لولا تلك اللحظة المفصلية من التوحد الشعبي.

وأوضح أن جماعة الإخوان لم تكن تمارس الحكم ضمن الأطر المؤسسية، بل كانت تعيد صياغة مفهوم السلطة على أساس "التمكين التنظيمي"، بما يشكل تهديدًا صريحًا لبنية الدولة واستمراريتها، مشيرًا إلى أن مصر نجت من فخ الاستقطاب الطائفي والفوضى الأمنية، بفضل وعي المؤسسة العسكرية وإدراكها أن بقاء الدولة مقدم على أي حسابات سلطوية، وأن الحفاظ على هوية الوطن أهم من خوض تجارب سياسية محفوفة بالمخاطر.

وشدد النائب على أن مشروع "الجمهورية الجديدة" هو امتداد طبيعي لما حدث في 30 يونيو، وهو مشروع يضع الدولة فوق الحزب، والمؤسسات فوق الأيديولوجيات، والهوية الوطنية الجامعة فوق أي انتماءات ضيقة.

واختتم زكريا تصريحاته بالقول إن مصر في 30 يونيو واجهت سؤالًا وجوديًا حاسمًا: هل تبقى دولة أم تتحول إلى كيان هش تُدار قراراته من الخارج؟ وكانت الإجابة واضحة في خروج ملايين المصريين بدافع فطرتهم السياسية، دون حاجة لتحريض أو تعبئة لقد كانت الثورة إعادة إنتاج لفكرة الوطن، لا مجرد صراع على السلطة، ورسالتها الخالدة كانت: "قد تغيب التنمية حيناً، وقد تتعثر الخطى، لكن مصر لا تغيب عن التاريخ، ولا تفرّط في ذاتها".