لبنان بين الخوف والتأهب من عودة التصعيد مع إسرائيل

مع صعوبة تقدير حجم الخسائر التي قد يتعرّض لها لبنان جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية المفتوحة يقف لبنان عند مفترق طرق حاسم، لحظة تتطلب أقصى درجات المسؤولية وضبط النفس والتماسك الوطني. ففي خضم التقلبات الإقليمية والأزمات الداخلية الحادة، يتخوف الكثير من حدوث اي تصعيد بين المقاومة وإسرائيل، حيث من الضروري ألا يُسمح لأي جهة غير مرخصة بحمل السلاح باتخاذ إجراءات أحادية الجانب قد تجر البلاد بأكملها إلى صراع أوسع.
ووفق وسائل إعلام، هناك مخاوف من حدوث أعمال مقاومة تقود إلى تصعيد إسرائيلي، في ظل الحرب الدائرة بين تل أبيب وطهران.
وأكدت تقارير أن إطلاق مقذوفات أو ضربات من لبنان، باتت تشكل خطر، وأصبحت بيروت هي أكثر النقاط هشاشة في الوضع الحالي، وأي انخراط منها قد يقود إلى مزيد من التدمير، يعمل عليها الاحتلال الإسرائيلي.
ومع ما تمر به لبنان من وضع هش سواء في بنيتها التحتية المتهالكة، وانهيارها الاقتصادي، وتآكل الخدمات العامة الأساسية فإن لبنان ببساطة لا يستطيع تحمل تداعيات مواجهة أخرى.
وتعد الدولة اللبنانية هى المسؤولة بشكل كامل عن ضمان أمن البلاد وعدم استخدام أراضيها كمنصة لإطلاق أنشطة عسكرية غير مصرح بها.
وكان مسؤولون لبنانيون قد طلبوا من حزب الله بضبط النفس، وعدم الانخراط في الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل، محذرين من أن هذا سيشكل خطورة كبيرة على لبنان حيث أن الشعب اللبناني، الذي أرهقته دورات الأزمات المتكررة، لا يسعى للحرب.
وفي ظل تصاعد الغارات والتفجيرات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تتعالى دعوات التهدئة، لكن لا صوت يعلو حتى اللحظة فوق صوت المواجهة، في غياب أي مؤشرات على نجاح جهود التهدئة الدبلوماسية تظل التخوف من تصاعد وتيرة حرب أقليمية تجر لبنان لدوامة الصراع .