النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

طبيب بيطري يحذر: الكلاب الضالة يظهر خطرها في لحوم أضاحي العيد

أضاحي العيد
رانيا خليل -

حذّر الدكتور محمد راضي الطنطاوي، الطبيب البيطري، من تنامي خطر الكلاب الضالة في مصر، خاصة في ظل تزايد أعدادها بشكل غير مسبوق، مقابل تراجع أعداد الأطباء البيطريين المكلفين بالحد من انتشارها. وأكد أن إحدى الصور التي أثارت جدلاً واسعًا خلال عيد الأضحى الأخير تُظهر بوضوح إصابة أضحية بما يُعرف بـ"الأكياس المائية" (Hydatid Cysts)، أو ما يُعرف علميًا بـ"داء المشوكات" (Echinococcosis)، وهو مرض طفيلي خطير يصيب الإنسان والحيوان على حد سواء.

وأوضح الطنطاوي أن مصدر العدوى الرئيسي هو الكلاب الضالة، حيث تحتضن دودة شريطية في أمعائها تُنتج بيوضًا تخرج مع البراز، مما يؤدي إلى تلوث الأعشاب التي تتغذى عليها الحيوانات العاشبة، مثل الأغنام والماشية، فتنتقل العدوى إليهم وتُكوّن الأكياس المائية في الكبد والرئتين وأعضاء أخرى.

وأشار إلى أن العدوى قد تصيب الإنسان أيضًا، سواء من خلال تناول خضروات ملوثة ببيوض الطفيل أو من خلال التعامل مع لحوم الذبائح المصابة، خاصة الكبد والرئتين. وتابع: "تنتشر الأكياس المائية في أعضاء متعددة من الجسم، وتختلف الأعراض تبعًا لمكان الإصابة، مثل ضيق التنفس في الحالات الرئوية، واضطرابات عصبية وصداع وتشوش في الرؤية إذا وصلت إلى الدماغ".

وأضاف: "العلاج غالبًا ما يتطلب تدخلاً جراحيًا لإزالة الأكياس، مما يجعله مرضًا خطيرًا ومكلفًا، بل وقد يكون مهددًا للحياة، خصوصًا عند الإصابة الدماغية".

وشدد على ضرورة التحرك العاجل للسيطرة على ظاهرة الكلاب الضالة التي تجاوزت أعدادها، بحسب التقديرات، بين 25 إلى 30 مليون كلب، دون أي رعاية أو إشراف طبي. وقال: "هذه الكلاب لا تمثل فقط خطرًا من حيث حالات العقر المتزايدة، بل أيضًا من خلال نقلها لأمراض خطيرة تهدد صحة الإنسان وتؤثر سلبًا على الثروة الحيوانية".

وأكد أن القضاء على هذه الظاهرة لم يعد رفاهية، بل مسؤولية حقيقية لضمان أمن وسلامة المواطنين، داعيًا الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود لمكافحة الظاهرة وتوفير الإمكانيات اللازمة للأطباء البيطريين للقيام بدورهم الحيوي.