النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

قتل المواهب.. جريمة مستمرة ترتكبها الرياضة المصرية في حق أبطالها

مها الصباحي -

في مشهد بات معتادا ومؤلما، يتواصل مسلسل تدمير الأبطال الرياضيين في مصر، حيث وأد المواهب الشابة في مهدها بدلا من أن تصقل ويتم تطويرها وتأهيلها لتمثيل الوطن والوقوف على منصات التتويج العالمية.

وزارة الشباب والرياضة الغائبة عن المشهد، تكتفي بالبيانات الرنانة، بينما ترتكب جرائم بحق جيل من المواهب، صار ضحية لصراع المصالح وغياب الحساب، ما يطرح تساؤلات ملحة حول مصير الرياضة المصرية في ظل هذا الإهمال المستمر.

وفي السطور التالية يروي كابتن حسين متولي مدرب رفع الأثقال، تفاصيل ما حدث. في البداية يوضح أنه والد عبدالرحمن بطل رفع الأثقال، وتوج بثلاث ميداليات ذهبية في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة والتي أُقيمت مؤخرا في بيرو، وكان قريبا من تحقيق ميداليات في مرحلة الشباب تحت 20، إلا أن سوء الإدارة الفنية للاعب أثناء المنافسات ضيع عليه الفرصة.

وتابع: الأزمة بدأت عقب عودة اللاعب، وبدلا من الاهتمام بالبطل ووضع خطة إعداد محترمة، تم تحويلنا أنا وعبدالرحمن للتحقيق، بسبب منشور كتبه عبد الرحمن على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يؤكد فيه أنه لا يتلق أي دعم من اتحاد الأثقال، ومنذ 3 سنوات يلعب دون صرف أي مرتب له، ووصل الأمر أنه لا يتم توفير لبس رياضي له لتمثيل مصر في بطولة العالم، واضطر لشراء اللبس بماله الخاص، وغضب مسؤولو الاتحاد وتم تحويلنا للتحقيق وحرمان عبدالرحمن من مكافأة بطولة العالم.

وأكمل: عبدالرحمن وزملائه يعانون من التجاهل والتعامل السيئ معهم، حيث لا يوجد تخطيط ولا إعداد علمي سليم لهذه المواهب، ولا توجد خطة تدريبية محترمة، لعدم الاستعانة بالخبرات والكفاءات في الأجهزة الفنية للمنتخبات، بل هناك مجاملات ومحسوبية، واللاعبون يصابون في التدريبات بسبب الجهل والأحمال الزائدة، بالإضافة إلى عدم توفير أبسط حقوقهم من الرعاية الطبية، ومثال لذلك ما حدث في بطولة العالم منذ شهر، حيث تواصل وزير الشباب والرياضة مع البعثة المصرية، وسألهم عن مطالبهم واذا كانوا يحتاجون لطبيب، ورد عليه رئيس البعثة، بأن اللاعبين لا يحتاجون طبيب، وأن باقي المنتخبات ليس معها طبيب، وهو كلام غير حقيقي طبعا، وأثناء البطولة أصيب بالفعل لاعبون ولم يجدوا رعاية طبية مناسبة، فلمصلحة من يحدث هذا؟!

واختتم: نطالب وزير الشباب والرياضة، بإنقاذ أوناش مصر ومواهبها الذين أبهروا العالم، ويحتاجون الدعم والرعاية والإعداد السليم لتحقيق إنجازات في الدورة الأولمبية القادمة بلوس أنجلوس.