جائز بشرط ..«الإفتاء» توضح حكم الاقتراض لشراء أضحية العيد

نسمه غلاب -
مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، تدور في أذهان العديد من الناس وخاصة الراغبين في ذبح الأضاحي، تساؤلات عدة حول كافة الأمور والجوانب الشرعية المتعلقة بالأضحية وشراءها وشروط ذبحها وفضلها وغيرها من الأمور الشرعية في ذلك الشأن .
وضمن الاستفسارات الواردة بخصوص الأضحية تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال لأحد المواطنين مفاده «هل يجوز الاقتراض أو السلف من أجل شراء الأضحية ؟»، وردا على ذلك قالت «الإفتاء» ، إنه يجوز للمضحي أن يقترض لأداء أضحية العيد، ولكن بشروط ، ما دام قد علم من نفسه القدرة على الوفاء بالدَّيْن، وأما أن علم من نفسه العجز عن الوفاء به لم يجز له فعل ذلك.
وأوضحت الإفتاء أن الأضحية سنة مؤكدة، والاستطاعة والقدرة شرط في التكليف على العموم، وفي الأضحية خصوصًا؛ بحيث أنه لا يطلب من المكلف تحصيلها ما دام ليس قادرًا عليها.
واستدل الجمهور على أن الأضحية سنة مؤكدة بما يلي: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مُفَوَّضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي»
واكدت دار الإفتاء إنه يستحب للمضحي القيام ببعض الأمور قبل التضحية من بينها : تجهيز الأضحية قبل يوم النحر بأيام، وذلك، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها، فيكون له فيه أجر وثواب.
وأضافت أن يقلد المضحي الأضحية (يعلق شيء في عنق الحيوان ليعلم أنه هدي أو أضحية) ويجللها (يلبس الدابة شيء لتغطي به لصيانتها) قياسًا على الهدي؛ لأن ذلك يشعر بتعظيمها، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
ومن بين الأمور التي حدثت دار الإفتاء القيام بها ، أن يدعو المضحي قائلًا: «اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين»؛ فعن جابر رضي الله عنه أنه قال: ذبح النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوءين فلما وجههما قال: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ» ثُمَّ ذَبَحَ.