النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

من أنشاص إلى بغداد .. قمم عربية وقرارات حبيسة الأدراج

القمة العربية في بغداد
محمد إبراهيم -

فوق تراب واحد وباللسان ذاته وعلى أرضية تاريخ مشترك، يعيش العرب، يواجهون نفس التحديات والأزمات، فلم يكن هناك بد من منظومة جامعة تحت راية واحدة، فكانت آلية القمة هي الأكثر قوة في بنيان العروبة.

قمة أنشاص

بداية القمم العربية كانت في قصر زهراء أنشاص في دلتا النيل بمصر، وبدعوة من القاهرة عام 1946، حيث اجتمعت سبع دول هي مصر وشرق الأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا، فكانت هذه الدول نواة تأسيس الجامعة العربية، إذ قرر القادة مساعدة الشعوب العربية المحتلة على نيل الاستقلال، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية.

قمة بيروت

عقد مر دون أن تنعقد قمة أخرى إلا حينما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي، فجاءت ثاني القمم في بيروت عام 1956، والتي خرجت بالتأكيد على مساندة مصر في موقفها أمام قوى العدوان، وكذا الشعب الجزائري من أجل نيل استقلاله من الاحتلال الفرنسي.

قمة القاهرة

وبعد قرابة عقد آخر ومن قلب القاهرة أيضًا انعقدت ثالث القمم العربية عام 1964 وانتهت إلى طلب دعم المجتمع الدولي لردع العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ودعم الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره. ومن تلك القمة لم يغب القادة عن اجتماعهم المشترك لفترات كما كان في السابق.

الدار البيضاء

في الدار البيضاء عام 1965 أكد القادة العرب التزامهم بميثاق التضامن العربي، وضرورة تصفية القواعد الأجنبية بالمنطقة ونزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية.

قمة الخرطوم

ثم كانت قمة الخرطوم في فترة عصيبة أي في العام 1967، حينما أكد الأشقاء على دعم وحدة الصف العربي، ومساندة الشعوب العربية لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.

قمة الرباط

وفي عام 1969 عقدت قمة الرباط، وكان أبرز مخرجاتها وضع استراتيجية عربية لمواجهة إسرائيل، ودعم الثورة الفلسطينية.

قمة الجزائر

وفي قمة الجزائر عام 1973 دعا القادة العرب إسرائيل للانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه كافة، وأكدوا على تقديم الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو الإسرائيلي.

قمة الرباط

أما القمة العربية بالرباط عام 1974 فدعت إلى التحرير الكامل لكافة الأراضي العربية المحتلة على حدود عام 1967، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني.

قمة الرياض

ولبحث الأزمة في لبنان، انعقدت قمة الرياض عام 1976 ودعت إلى وقف إطلاق النار واحترام سيادته ورفض تقسيمه وإعادة إعماره.

قمة تونس

وفي قمة تونس عام 1979 أدان القادة العرب سياسة الولايات المتحدة في تأييدها لإسرائيل.

قمة فاس والدار البيضاء

أما القمة العربية بمدينة فاس المغربية عام 1981 فبحث فيها القادة العرب مشروع السلام العربي والموقف من الحرب العراقية الإيرانية وكذا أزمات القرن الأفريقي، وبعد أربعة أعوام عاد القادة العرب مرة أخرى إلى المغرب لكن في العاصمة الدار البيضاء عام 1985 وركزوا في مباحثاتهم على القضية الفلسطينية، والأوضاع في لبنان.

قمة الجزائر

ثم عقدت قمة الجزائر عام 1988 وأكدت على دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى وأدانت الاعتداء الأمريكي على ليبيا.

قمة الدار البيضاء

وفي قمة بالدار البيضاء مجددا عام 1989 بحث القادة العرب قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتشكيل لجنة لحل الأزمة اللبنانية.

قمة بغداد

وفي أجواء عصيبة انعقدت قمة بغداد عام 1990 لتدين قرار الكونجرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وتحذر من تصاعد موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومي العربي.

قمة القاهرة

وفي العام 2000 إثر أحداث العنف التي تفجرت باقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، فهُرع القادة العرب إلى القاهرة ليقرروا في قمتهم تلك إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال قيمته مائتي مليون دولار لدعم أسر الشهداء، وإنشاء صندوق آخر برأس مال ثمانمائة مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني. ومن تلك القمة تحديدًا استحدث القادة العرب مبدأ الانعقاد الدوري السنوي لمؤتمر القمة.

قمة عمان

ففي عمان عام 2001 أفضت القمة إلى التعهد بدعم صمود الشعب الفلسطيني ماليا وسياسيا، وقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس، والموافقة على عقد المؤتمر الاقتصادي الأول بالقاهرة في العام نفسه لبحث الاندماج الاقتصادي العربي.

قمة بيروت

وفي بيروت عام 2002 دعت القمة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو 1967، بما في ذلك الجولان السوري والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين.

قمة شرم الشيخ

ووسط أحداث عصيبة عُقدت قمة شرم الشيخ عام 2003 التي أعربت عن رفضها المطلق لغزو العراق وإعطاء فرق التفتيش المهلة الكافية لإتمام مهمتها.

قمة تونس

وشهدت قمة تونس عام 2004 إجماعًا على وثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية.

قمة الجزائر

وفي عام 2005 عقد القمة العربية بالجزائر وأكد المشاركون تمسكهم بالسلام خيارا استراتيجيا، وقرروا إنشاء برلمان عربي يمثل الهيئة التشريعية لجامعة الدول العربية.

قمة الخرطوم

وانعقدت القمة العربية بالخرطوم عام 2006 ووافق القادة خلالها على إنشاء مجلس السلم والأمن العربي.

قمة الرياض

وفي قمة الرياض عام 2007 جدد البيان الختامي الالتزام العربي بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، والتأكيد على احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية والإسلامية.

قمة دمشق

ووسط أزمات دولية وتحديات إقليمية، عقدت قمة دمشق في العام 2008، فكان أبرز قراراتها دعم حق سوريا في استعادة الجولان المحتل، والتضامن مع سوريا ولبنان في مواجهة إسرائيل، وإدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، واحترام وحدة وسيادة واستقلال العراق، وإدانة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ودعم السلام والتنمية والوحدة في السودان.

قمة الدوحة

واجتمع القادة العرب في العام 2009 في الدوحة ليشددوا على دعم السودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه

قمة سرت.

أما القمة العربية في سرت الليبية عام 2010 فأقرت سلسلة توصيات عامة بشأن تفعيل العمل العربي المشترك وأكدت دعم السودان والصومال في مواجهة أزمتهما.

قمة بغداد

وبعد عامين من آخر قمة في سرت وبعد نحو عقد من غزو العراق، جاءت قمة بغداد عام 2012 لكن بتركيز أكبر على الأزمة السورية، لتدعو في بيانها الختامي إلى حوار بين الحكومة والمعارضة وبدء حوار وطني شامل لحل الأزمة في سوريا.

قمة الكويت

وفي قمة الكويت عام 2014 أكد البيان الختامي للقادة العرب التمسك بضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967، كما حمّل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام والتوتر في الشرق الأوسط.

قمة شرم الشيخ

أما قمة شرم الشيخ عام 2015 فهيمن عليها الوضع في اليمن ودعم الحكومة الشرعية ضد الانقلاب الحوثي.

قمة نواكشوط

وللمرة الأولى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، انعقدت قمة 2016 لبحث الأزمات المتواصلة في كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا.

قمة الأردن

أما قمة الأردن عام 2017 فطالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ودعت كذلك إلى تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا.

قمة السعودية

وأعلنت قمة السعودية عام 2018 رفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، والتأكيد على بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

قمة تونس

أما البيان الختامي للقمة العربية في تونس عام 2019 فأعلن رفض القرار الأمريكي حول سيادة إسرائيل على الجولان.

قمة الجزائر

وفي القمة العربية بالجزائر عام 2022 أكد القادة العرب ضرورة تعزيز العمل المشترك لحماية الأمن القومى العربي، ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمات في ليبيا واليمن، وتوطيد الاستقرار في جمهورية الصومال الفيدرالية.

قمة جدة

وفي قمة جدة عام 2023 أكد القادة العرب على دعم المبادرة العربية لحل الدولتين وبحثوا الحرب في السودان، وكذا الفراغ الرئاسي في لبنان وسبل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

قمة البحرين

وخلال العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة عقدت القمة العربية بالبحرين عام 2024 فدعا بيانها الختامي إلى وقف الحرب في غزة، وإلى التنسيق العربي المشترك لتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع والسودان أيضًا.

قمة بغداد

ومن جديد يلتقي الأشقاء العرب في عاصمة الرشيد، بغداد، في القمة العربية الرابعة والثلاثين، وسط أزمات وتطورات دولية وإقليمية متسارعة تُلقي بظلالها على الأمن القومي العربي، لترفع القمة شعار "حوار وتضامن وتنمية"

على مدار ثمانية عقود، يظل مشهد القمة وتشابك أيادي القادة العرب هو الضمانة الأبرز للحفاظ على استقرار وتماسك المنطقة ووحدة شعوبها، أملًا في مصير يخلو من الفرقة ومستقبل أكثر هدوءًا.