النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

رائدة اللوجستيات في أوروبا.. سمر حلمي لـ«النهار»:«أنصح الفتيات بالتحلي بالثقة.. والحجاب لم يكن عبئًا»

رائدة اللوجستيات في أوروبا.. سمر حلمي لـ«النهار»:«أنصح الفتيات بالتحلي بالثقة.. والحجاب لم يكن عبئًا»
هبة الله حسين -

حالة خاصة يخلقها أبناء مصر بمجرد أن يسلكون طريقهم في الخارج، حتى أنهم يجعلون العالم بأكمله يلتفون إليهم لنجاحهم المبهر في شتى المجالات، ومن بين هذه النماذج الناجحة سمر حلمي، أول سيدة مصرية وعربية تتولى منصب تنفيذي في الخدمات اللوجستية في أوروبا، وذلك كون هذا المجال من أهم المجالات التي يسيطر عليها الرجال وليس النساء، ومن هنا استطاعت كسر الصورة النمطية كي تتفرد وتصبح من الناجحات.
في السطور التالية، نص الحوار الذي دار بين «النهار» وسمر حلمي، الرائدة المصرية في مجال اللوجستيات، لتكشف الكثير من الأسرار في مجال عملها والعقبات التي واجهتها خلال عملها وطرق تجاوزها كي تستمر وتصبح على ما هي عليه الآن.

من هي سمر حلمي؟ وكيف بدأت حياتك المهنية؟
أنا سمر حلمي، مصرية، بدأت حياتي في مجال الإعلام، وبعد ذلك انتقلت تدريجيًا لعالم اللوجستيات، وحاليًا أنا مديرة إقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في شركة أوروبية كبيرة، وأول سيدة مصرية وعربية تصل لمنصب تنفيذي في هذا المجال في أوروبا، بالإضافة إلى ذلك أنا مدربة قيادية معتمدة ومديرة تطوير في شركة تدريب اسمها Mentarcise، وبالتالي لدي خبرة تصل إلى 18 سنة في الخدمات اللوجستية وتطوير الأعمال، و10 سنوات خبرة في التدريب وفي مجال الإعلام.

كيف استطعتِ كسر التوقعات النمطية خلال فترة عملك في أوروبا وخصوصًا بعد وصولك لهذا المنصب؟

قررت عدم الاستسلام، وذلك من خلال رؤية بأن وجودي في مكان صعب أو مختلف هو ميزة وليس عبئًا، لذا كنت أعمل بجد حتى أصل إلى المراكز التي طالما حلمت بالوصول إليها، ومن ثم تطوير قدراتي، حتى أثبت في كل موقف أنني استطيع اتواجد فيه، واستحق هذا المكان.

ما الشعور الذي سيطر عليكِ عند وصولك لهذا المنصب؟

كان مزيجًا بين الفخر والتوتر، حيث أنني شعرت بحالة من الفرح لما وصلت إليه، ولكن كنت أشعر أيضًا بمسئولية كبيرة لأنني لم أمثل نفسي فقط، بل أمثل سيدات أخريات وبالتالي من الممكن أن أكون انعكاس لحلمهن.
من الداعم لكِ في حياتك المهنية؟
أمي أول شخص آمن بي ثم زوجي كان داعمًا وسندًا كبيرًا، بالإضافة إلى بعض الناس القليلة الأخرى التي كانت مؤثرة في حياتي المهنية بسبب إيمانهم بقدراتي.

كيف وصلتِ لهذا المنصب؟

كنت أعمل كثيرًا وفي حالة دائمة من الصبر، ثم التحقت بهذا المجال خطوة خطوة، وتعلمت حتى أنني لم أكون دومًا على صواب ولكن استطعت أن أنهض أكثر من مرة، بالإضافة إلى ذلك حبي للعمل وأن أكون دومًا في الطريق الواضح.

هل الحجاب شكل لكِ عقبة خلال رحلتك في أوروبا؟

الحجاب كان هويتي، وليس عبئًا، من المؤكد اتعاملت مع نظرات وتساؤلات، ولكن لم أجعل مظهري يغطي على جوهري، لذا كنت بمثل ثقافتي، وديني، وأهل بثقة وحب وبعد فترة لم يبقٍ أمامهم غير إنهم يروا سمر القائدة، وليست سمر المحجبة فقط، لذا فكان دومًا عملي في الصدارة الذي يتحدث عني وبعد فترة أصبح التركيز كاملًا على أدائي.

هل واجهتك عقبات أخرى خلال رحلة عملك في أوروبا؟

نعم بالطبع، من اللغة إلى الثقافة المختلفة، لفكرة إنني سيدة من الشرق الأوسط في موقع قيادي، ولكن كل عقبة كانت سبب كي أكون أقوى.

كيف تشجعين الفتيات على النجاح في حياتهن المهنية؟
أنصحهم بضرورة التحلي بالثقة في أنفسهن، بالإضافة إلى ذلك عدم الاستهانة بأي خطوة حتى وإن كانت صغيرة، وأن كل فتاة من حقها أن تصل إلى حلمها حتى وإن كان الطريق صعبًا.
«أنتِ محتاجة تكوني مؤمنة بنفسك، اسمعي صوتك الداخلي، وما تسمحيش لأي حد يختصرك في شكل، أو جنسية، أو خلفية، اسعي، اتعبي، واحتفلي بكل خطوة، الفشل مش عيب، العيب إنك تستسلمي للي قالولك "ماينفعش"».
ما الخطوات القادمة التي تريدين تحقيقها؟

أرغب في توسيع مجال عملي في التدريب والتأثير، من الممكن الرجوع مرة أخرى للعمل في الوطن العربي، بالإضافة إلى رغبتي في إيصال صوتي لأكبر عدد ممكن من السيدات العربيات في الخارج.
كما أنني أريد أكون صوتًا مسموعًا لكل بنت عربية في الغربة، بالإضافة إلى توسيع تأثيري في مجال التمكين، وإطلاق برامج قيادية مخصصة للمرأة العربية في أوروبا، تساعدها كي تسير في طريقها بثقة وكرامة.

ما الأحلام التي ترغبين في تحقيقها خلال المستقبل القريب؟

أحلم بكتابة كتاب يوضح تجربتي ليس بشكل شخصي ولكن فكرة النجاح و الصمود و التحديات لإلهام كل فتاة عربية، بالإضافة إلى ذلك عمل برنامج عالمي لتمكين المرأة المصرية و العربية و تطويرها، وأمثل مصر والمرأة العربية في محافل دولية كبيرة.