النهار
جريدة النهار المصرية

المحافظات

افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمعامل التأثير العربي

هالة العوضى -

شارك رئيس جامعة المنصورة الجديدة في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمعامل التأثير العربي ، الذي انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمعامل التأثير العربي اليوم، السبت 3 مايو 2025، في حدث افتراضي مميز عبر تقنية الزوم، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم العربي والدولي. يُقام المؤتمر تحت شعار "النشر العلمي واقتصاد المعرفة"، ويُنظّم بالتعاون بين معامل التأثير العربي، واتحاد الجامعات العربية، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، بهدف دعم جودة النشر الأكاديمي باللغة العربية وتعزيز مكانة البحث العلمي العربي على الساحة العالمية.

ويستقطب المؤتمر عددًا كبيرًا من الشخصيات الأكاديمية البارزة، من رؤساء الجامعات العربية، وعمداء معاهد البحث العلمي، ورؤساء مراكز الدراسات والأبحاث، فضلًا عن مديري تحرير المجلات العلمية المحكمة. كما يشارك في فعالياته نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الدول العربية والدولية، ما يجعله منصة رائدة للحوار العلمي وتبادل الخبرات، وفرصة استراتيجية لمناقشة سبل تطوير النشر الأكاديمي وتعزيز جودة البحث العلمي في العالم العربي ضمن سياق عالمي متسارع.

في مستهل الجلسة الافتتاحية، ألقى الأستاذ الدكتور محمود عبد العاطي، رئيس معامل التأثير العربي، كلمة تناول فيها أهمية هذا المشروع في النهوض بمنظومة البحث العلمي في العالم العربي، مؤكدًا على دور التصنيفات العلمية في رفع مستوى المجلات والجامعات العربية دوليًا.

من جانبه، ألقى الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة، كلمة بارزة خلال الجلسة الافتتاحية، تحدث فيها عن الدور المحوري لمشروع معامل التأثير العربي في دعم حركة النشر العلمي باللغة العربية، مؤكدًا أن المشروع يمثل أحد أهم المبادرات التي تُعزز تفاعل الجامعات العربية مع التصنيفات الدولية وتدفع بمسيرتها الأكاديمية نحو التميز.

وأشاد الخولي بأهمية الدورة العاشرة للمؤتمر، مثمنًا الشراكة بين اتحاد الجامعات العربية ومجلس البحث العلمي بجامعة الدول العربية، ودورها في تنظيم حدث أكاديمي بهذا المستوى، يسهم في بناء شبكة معرفية عربية متماسكة، ويدعم الباحثين والمؤسسات الأكاديمية في مواجهة تحديات النشر العلمي المعاصر.

كما ألقى الأستاذ الدكتور عصام خميس، نائب وزير التعليم العالي الأسبق، كلمة حضورية أكد خلالها دعمه الكامل للمبادرات العلمية العربية، مشيدًا بدور معامل التأثير العربي في تعزيز جودة النشر العلمي والارتقاء بمكانته.

كما تضمنت الجلسة كلمات مسجلة لكل من الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، أمين مجالس البحث العلمي بجامعة الدول العربية، حيث سلطا الضوء على أهمية التعاون الأكاديمي العربي، ودور المشروع في تحسين تصنيف الجامعات والنهوض بمنظومة التعليم العالي.

وترأس الدكتور معوض محمد الخولي الجلسة العلمية الثانية من المؤتمر، التي خصصت لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات الحيوية، كالرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، والزراعة، والصناعة. وتم تسليط الضوء على التحديات التقنية والأخلاقية المرتبطة بإدماج هذه التكنولوجيا في المؤسسات التعليمية، لا سيما قبل الجامعي، وكذلك في القطاعات الخدمية.

وشارك في الجلسة نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين، حيث قُدّمت مجموعة من الأوراق العلمية المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمي، من أبرزها:

الدكتور علي عبد الرحمن الزايدي، الذي تناول في ورقته "استخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارة البحث العلمي لدى طلاب جامعة أم القرى".

الدكتور فهد عبد الوهاب، الذي ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على النشر العلمي واقتصاد المعرفة، مستعرضًا الفرص والتحديات المستقبلية.

الأستاذة إنعام عبيد الصقيري، التي قدمت رؤية مقترحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم قبل الجامعي، مع التركيز على تطوير المناهج وتحسين مخرجات التعلم.

الدكتورة ليلى محمد جنيدي، استعرضت واقع استخدام تطبيق ChatGPT كأداة من أدوات الذكاء الاصطناعي في دعم البحث العلمي، من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة حائل في المملكة العربية السعودية.

الدكتورة أسماء حرحش، ود. عمرو أكرم، ود. شيماء باشا، ود. عبد الرحمن السيد، قدّموا دراسة حالة تطبيقية حول أثر الذكاء الاصطناعي على استخدام النماذج التحفيزية، واتخاذ القرارات، والحالة العاطفية والنفسية، إضافة إلى دوره في تجهيز المرضى ضمن خطة علاج تجميلي مقترحة.

الأستاذ الدكتور نجلاء الزهار ود. نجلاء الهوساوي، ناقشتا في ورقتهما البحثية دور أولياء الأمور في تعزيز اكتساب أطفال رياض الأطفال لبعض مفاهيم الأمن الفكري، وذلك من خلال رؤية كل من المعلمين وأولياء الأمور.

وفي تعقيبه على الجلسة العلمية، عبّر الأستاذ الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة، عن تقديره العميق لمستوى الطرح الأكاديمي والنقاشات العلمية الثرية التي شهدتها الجلسة، مؤكدًا أن الأبحاث المقدمة تمثل نماذج نوعية لتطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة مجالات حيوية تمس المجتمعات العربية، وفي مقدمتها التعليم، الرعاية الصحية، والنشر العلمي.

وأشار إلى أن تنوع موضوعات الأوراق، وتكاملها بين النظري والتطبيقي، يعكس نضجًا معرفيًا لافتًا ووعيًا متقدمًا لدى الباحثين بأهمية التحول الرقمي في تطوير البيئة الأكاديمية. كما نوّه بأهمية ما طُرح من دراسات تناولت الأبعاد النفسية والتربوية والاجتماعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن هذا التوجه يُجسّد الروح الحقيقية للدراسات البينية، التي باتت اليوم ضرورة لا غنى عنها في مواجهة تعقيدات الواقع المعاصر.

وأكد الدكتور الخولي أن التوجه نحو الدراسات متعددة التخصصات لم يعد خيارًا بحثيًا بل هو مسار استراتيجي لبناء معرفة مركبة قادرة على معالجة القضايا المعقدة بعمق وشمول، مشددًا على أن المستقبل البحثي في العالم العربي يجب أن ينطلق من تكامل العلوم، لا تقاطعها.

ودعا إلى تعزيز هذا التوجه من خلال سياسات أكاديمية داعمة، وتمويل بحثي موجه، وتوسيع الشراكات بين الجامعات، ومراكز البحث والابتكار، مع التركيز على الأثر المجتمعي والتوظيف الأخلاقي للتقنيات الحديثة. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي، عندما يُدمَج بشكل مسؤول في منظومات التعليم والبحث، يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في مسار الجامعات العربية نحو الريادة العالمية.

وسوف تُختتم فعاليات المؤتمر غدًا الأحد 4 مايو 2025، على أن تُستكمل جلساته البحثية في سبتمبر المقبل، بجامعة الملك خالد في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، حيث ستُستأنف مناقشات الأوراق العلمية واستكمال المبادرات المطروحة ضمن محاور المؤتمر.