رصاصة شرطي تخترق عنق سائق توك توك عن طريق الخطأ وتفقده النطق

مأساة حقيقية يعيشها سائق توك توك، شاءت الأقدار أن تصيبه رصاصة طائشة من شرطي في كمين بلبيس في وقت متأخر من الليل، حيث أصيب بطلق ناري بالرقبة، الأمر الذى أدى إلى تدمير البلعوم، وبالتالي عدم المقدرة على النطق مرة أخرى.
أسرته المكونة من طفليه وزوجته يعيشون أجواء عصيبة، نظرًا لعدم التوصل إلي علاج أو رعاية من جانب المسئولين؛ الأمر الذي أصابهم بالإحباط، أقاربه وأصدقاؤه طرقوا كل الأبواب إلا أنها كانت موصودة، ولم يتوصلوا إلى حل لاستخراج رصاصة الشرطي التي أصابته عن طريق الخطأ.
ملابسات الحادث ترجع وقائعها إلى 12 من شهر يناير الماضي، حيث كان عماد زكريا ( 34 سنة - سائق توك توك)، يتجه إلي منزله بمدينة السلام، ويجلس بجواره نجله محمد 7 سنوات، وفوجئ "عماد" في أثناء قيادته للتوك توك، بكمين أمني بطريق بلبيس، فتحدث عماد لنجله محمد، قائلًا "بدل ما يأخذوا 20 جنيهًا يا حمادة نبعد عنهم، وندخل شارعًا جانبيًا أفضل" هذه كانت آخر جملة يتحدث بها عماد.
وفوجئ عماد في أثناء دخوله للشارع الجانبي بشخصين يطلبان منه التوقف، وقذفوه بالحجارة والطوب، ثم أطلق أحدهما طلقًا ناريًا فى الهواء لإيقافه.
كشفت التحقيقات أنه عندما توقف عماد، أطلق عريف شرطة عيارًا ناريًا في الأرض قاصدًا الإطار الأمامي للتوك توك، فارتدت ونفذت من صاج التوك توك من أسفل إلى أعلى، واستقرت الطلقة فى عنق عماد، وتناثرت الدماء على نجله، الذى كان يجلس بجواره، الأمر الذى أحدث ذعرًا ورعبًا في قلب الطفل عندما شاهد نزيف الدماء، حيث شاهد الطفل الصغير والده وجميع ملابسه ملطخة بالدماء، كما شاهد نافورة دماء تخرج من رقبة والده.
على الفور قام الضابط المكلف برئاسة الكمين بنقل عماد إلى مستشفى السلام، ثم تحويله إلى مستشفى الدمرداش لخطورة حالته.
وفي التحقيقات قال الملازم أول أحمد الحلفاوى، معاون مباحث الطرق والمنافذ بمديرية أمن القاهرة رئيس الكمين، أمام محمود حمدي وكيل نيابة السلام، في الواقعة رقم 215 قسم السلام ثان، أنه في أثناء وجوده بخدمته بكمين بلبيس رفقة القوة الأمنية، فوجئ أفراد القوة بتوك توك يأتي مسرعًا، وينير المصابيح الأمامية، وفجأة انحرف عند مقدمة الكمين محاولًا الهرب داخل المساكن.
وذكر الضابط في التحقيقات أمام النيابة، أن التعليمات تؤكد توزيع قوة الكمين بمحيط عمق الكمين، وتأمينه في جميع الاتجاهات، بخاصة في ظل الظروف الأمنية الراهنة، وبخاصة أن هذا الكمين هو كمين حدودي مع مديرية أمن الشرقية، ويكثر على هذا الطريق تهريب المخدرات والأسلحة النارية، نظرًا لقرب الكمين من المنطقة الجبلية، وإظلام الطريق في أعماق الكمين، والوقوف مستعدين في حالة حدوث أي مانع أو اختراق للكمين.
وأضاف ضابط الشرطة في التحقيقات، أنه في أثناء محاولة هروب قائد التوك توك، قام العريف أيمن الشحات، بالصياح الصوتي وطالبه بالتوقف، ولكنه حاول الهرب، فقام العريف بجذب السلاح الآلي من المجند أحمد بدير، ثم أطلق عيارًا ناريًا في الهواء، إلا أن السائق لم يقف، فأطلق العريف عيارًا ناريًا آخر في الأرض، فارتد واستقر في رقبة السائق.
وقال المتهم أيمن الشحات "عريف شرطة" في تحقيقات النيابة، إنه في أثناء مباشرته لمهام عمله بكمين بلبيس، أسند لي رئيس الكمين، وبرفقتي المجند أحمد بدير، مهمة إغلاق طريق جانبي يسبق الكمين، فقمنا بوضع بعض الحواجز الحديدية، والوقوف داخل الطريق الجانبي.
وأضاف، أنه فوجئ بقائد التوك توك يدخل الطريق الجانبي بسرعة جنونية، فحاولت استيقافه ووجهت له 3 نداءات إلا أنه لم يستجب، ونظرًا لأني غير مسلح، وتردد المجند "أحمد بدير" في إطلاق النيران، فقمت بأخذ السلاح منه، وأطلقت عيارًا في الهواء فقام بتهدئة السرعة؛ تمهيدًا للوقوف فأسرعت بالجري، والوقوف أمام التوك توك، وبيدى السلاح الآلي لاستيقافه، إلا أنه قام بزيادة السرعة بشكل مفاجئ حتى إنه كان على وشك الاصطدام بي، فأطلقت طلقة ثانية اتجاه الإطار الأمامي، إلا أنها اصطدمت بالأرض الأسفلتية واخترقت الصاج واستقرت في رقبة السائق.
وبمناقشة أحمد بدير مجند بقوات أمن السلام، أمام أحمد النحاس وكيل النيابة، قرر ما جاء بمحضر الشرطة، مضيفًا، كان دوري في الخدمة تأمين الطريق الجانبي الأيمن الملاصق للكمين، بالاشتراك مع العريف أيمن الشحات "المتهم"، وكان بحوزتي بندقية آلية وبخزينتها 25 طلقة.
وعندما حاول قائد التوك توك الهرب، ترددت في إطلاق النيران عليه خوفًا من إصابته، وفوجئت بالعريف يأخذ مني السلاح، وأطلق طلقة فى الهواء، أما الثانية فارتدت وأصابت قائد التوك توك في رقبته.
وأمرت النيابة بإخلاء سبيل المتهم أيمن الشحات، مؤقتًا من سراي النيابة بضمان وظيفته، كما تم صرف كلا من أحمد الحلفاوي، وأحمد بدير من سراي النيابة، والتحفظ على السلاح الآلي، والتوك توك الخاص بالمجني عليه.
وبنبرة حزن وألم يعتصر قلب أسرة المجني عليه عماد يناشدون وزارة الداخلية علاج عماد الذي يصارع الموت، مع أسرته التي فقدت مورد رزقها الوحيد.
وتطالب أسرته بتبني وزارة الدخلية علاج عماد وإخراج رصاصة الشرطة من عنقه ليعود إلى عمله مرة أخرى.