جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : الرئيس القادم

-
مشهد البرادعي في مطار القاهرة الدولي اثناء قدومه إلي مصر بعد انتهاء فترة عمله بوكالة الطاقة النووية يدعو إلي حوار مفتوح وتساؤلات منطقية وموضوعية حول مفاهيم وضع أسس وآليات واقعية للمشهد السياسي المعقد جدا نتيجة تراكمات وموروثات سنوات طويلة زادت عن نصف قرن أحدثت نوعاً من القهر والخوف للمواطن المصري الذي أصبح محاصرا ليل نهار بزحمة متطلبات الحياة وأولاده.وحوصر بعدم المشاركة في صنع القرار والمستقبل أو التعايش مع العصر الذي يعيش فيه وهو بعيد عنه شكلا وموضوعا، فسقط المواطن المصري في مستنقع الشعارات القومية والعقائدية والفكرية للقوميين وحركات الإخوان المسلمين والنماذج النخبوية والمعرفية فحدث نوع من أنواع الانفصال للمواطن عن الواقع الموجود فيه لأنه أصبح خارج كل شيء بشكل متعمد حتي لايكون للمواطن موقف أو رؤية أو مشاركة في اختيار الرئيس الذي يحكمه وفق برامج وأطر هو لم يعرفها إبان حكم محمد علي القادم من الخارج، أو في إطار حكم الأنظمة العسكرية، لأبناء المؤسسة العسكرية لأنه ظل حبيس الممارسات السياسية والحزبية لنخبة معينة عملت أيضا علي تهميشه وتفريغه من قدراته وطموحاته وأحلامه في كيفية المشاركة الحقيقية في الخيار والاختيار والسؤال الذي يطرح نفسه بشكل طبيعي هل استقدام مرشح لمصر من الخارج ليكون بديلا لمرشح من الداخل هو الحل؟وقبل أن نجيب عن هذا السؤال المهم والمحوري لابد أن نقول إن الدكتور محمد البرادعي مصري مائة في المائة، ووطني من الطراز الأول وعاشق لتراب بلده ونجح في مهمته الدولية كمدير عام لوكالة الطاقة النووية بدرجة جعلت مصر وشعبها يفتخرون بأن البرادعي أحد أبناء النيل العظيم، وسبقه في هذا المضمار والمجال الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة والدكتور أحمد زويل والدكتور مصطفي السيد وكثيرون من أبناء الوطن نجحوا باقتدار في مهمتهم الدولية، وكانوا نماذج مشرفة لمصر وللعرب في كل مكان، ولكن فترات التعايش في الخارج والتأقلم علي حياة بعينها تختلف اختلافاً كلياً وجزئياً عن نماذج وعناصر ورموز عاشت في الداخل وعانت مما يعاني منه أي مواطن، فهل تكون طريقة التعبير والمشاركة والتفهم لطبيعة المشاكل وطموحات المواطن لمن عاش معهم أو من جاء إليهم من الخارج ولا يتخيل التغييرات والمتغيرات السريعة التي حدثت في هذه المرحلة؟! وهل التواصل والتأثير سيكون قويا ونحن أمام تجربتين إحداهما خارجية والأخري داخلية؟! فالمشهد الإيراني القادم من الخارج للإمام الخوميني في نهاية السبعينيات واستقبل استقبال الثوار والأبطال بعد فترة غربة واغتراب في فرنسا إبان عصر الشاه وأصبح الرمز والمرجعية الأولي في إيران ووصل الي حد التقديس وأصبحت المرجعية الخومينية أقوي من أي مرجعيات أخري وذابت المرجعية العصرية للمواطن الإيراني التي انعكست علي تفاعله مع الواقع الإيراني الخوميني، مما أدي إلي حصار الأفكار والمستقبل والتأقلم مع متغيرات العصر وانتهت الحقبة المرجعية مما نشاهده الآن من انفجار حقيقي للشارع الإيراني ضد حكم المرجعيات والأئمة في إيران، وسقط الشهداء من الإيرانيين الذين يطالبون بنهاية عصر المرجعية والتعايش مع العالم تعايشا طبيعيا ونري التجربة القادمة من الداخل وهو نيلسون مانديلا الذي رفض أن يغادر جنوب إفريقيا وسجن سنوات طويلة ولكن ظل دافعا ونموذجا مضيئا لأبناء جنوب افريقيا حتي خرج من سجنه ليكون بطلا قوميا وحاكما جعل من جنوب إفريقيا بلدا متقدما في كل المجالات ولكن الأهم والمهم هو أنه جعل المواطن في جنوب إفريقيا هو وحده صاحب القرار الأول والأخير في اختيار من يحكمه، أعتقد أن المشكلة فينا نحن من خلال النخب الجديدة والحركات والمنظمات التي نصبت نفسها فوق الناس والشعب، وأصبح في يدها الأمر ..من يرشح نفسه رئيسا لمصر من خلالنا نحن وهذا هو الخلل والخطر الأكبر القادم علي مصر قبل أن نحدد من هو رئيس مصر القادم من داخل ابناء مصر لابد أن نعيد للمواطن المصري قدرته وإرادته التي غيبت علي مر السنين وإعادة ثقته في نفسه أولا لأن الخوف جعله لايقدر أصلا علي المشاركة في إدارة بيته أولا.فالمطلوب إعادة بناء المواطن المصري وتدريبه علي كيفية المشاركة والاختيار بداية ببيته مرورا بالمجالس الشعبية المحلية والنقابات والأحزاب السياسية ونهاية بالمجالس التشريعية النيابية ومن هنا نطلب منه المشاركة واختيار الرئيس القادم لمصر بعيدا عن النخب والشعارات والحركات التي لاتقدر أن تعبر عن شعب مصر لأن مصر تمصر غيرها ولا تتمصر من أي كائن من كان.باقة ورد ..لكمال الشاذليسواء اتفقت أو اختلفت مع كمال الشاذلي فلا أحد ينكر دوره المحوري والبرلماني في الحياة السياسية والبرلمانية في مصر يشهد بها خصومه قبل أصدقائه سواء بالإيجاب أو السلب ولكنه كاريزما برلمانية مخضرمة أثبتت الاحداث البرلمانية بعد ترك مكانه التنظيمي في الحزب الوطني أن هناك حالة فراغ تنظيمي من خلال مشروعات قوانين ظهرت لخدمة مصالح معينة ورغم الاشاعات والشائعات ولكن لا نملك الا ان نرسل له باقة ورد الي غرفته 1225 في كليفلاند بامريكا بعد تمنياتنا بالعودة سالماً الي حضن الوطن والبرلمان.