جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: عورة النظام!

أسامة شرشر
-

السحل .. السجن .. قتل الأبرياء وصور أهالي الشهداء يبكون أصبحت مشاهد جديدة وواقع يعيشه الشارع المصري، الذي يغلي ليل نهار، ..فالمطالب أصبحت تشق عنان السماء، " يسقط حكم المرشد "، " يسقط النظام "..النظام الذي استخدام كل أدوات القمع والإرهاب والتعذيب والتنكيل بالمواطنين ، وكأننا نعيش حالة" فوضي مقننة " ستؤدي إلي انهيار الدولة " الرخوة " التي تعتمد علي الحل الأمني علي حساب الأمن الشعبي ، ولاتستمع لمطالب الثوار والجماهير ، بعد أن طمس الغباء السياسي للنظام وأركانه وسدنته علي قلوبهم وعقولهم في السلطة !

وتكشف هذه الممارسات المهينة للنظام سوءته وعوراته أمام الرأي العام الدولي ، ليظهر بحقائق مهمة أهمها العجز عن تقديم حلول لقضايا وطن وشعب ، وأبسطها حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، وأكثرها خطورة الغباء السياسي في علاج مطالب الشعب وثواره !

ممارسات هذا النظام أصبحت موسومة بالاستبداد والفاشية ، ليصبح الوطن علي مشارف دولة فاشلة وحكامها فاشيون ، لاسيطرة فيها علي الأمور ، والوطن فيها مباحا ومستباحا لجميع اللاعبين من الداخل أو من الخارج !.

إن النخب السياسية وجبهة الإنقاذ مسؤولة مسئولية كاملة علي حشد الشارع السياسي ، لإحداث تغيير يخدم الوطن والمواطن ، مع الحفاظ علي مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الداخلية ، التي إن سقطت ستتحول مصر إلي صومال أوأفعانستان جديدة ، وستدفع الأجيال فاتورة " الدم " للخلاص من الفوضي العارمة التي تعم البلاد !

ناهيك عن ضياع وتراجع دور مصر العربي والإقليمي ، وستصبح مصر دولة خارج الخريطة السياسية ، وسيتحكم فيها كل من هب ودب عربيا وإقليميا ودوليا .

والحل الحقيقي لهذا الوطن ،ليس في النخب ولا في القوي السياسية ، لكن بضرورة أن يستمع النظام الي شباب الثورة ، صاحب الحق الأصيل في التحدث باسمها ، والدفاع عنها وعن مطالبها ، فاللقاء مع الشباب هو المخرج الآمن للدولة ، حتي لاتسقط مصر في مستنقع الحرب الأهلية، التي لايعرف مخاطرها إلا الله .

والشباب هو القادر علي حسم الأشياء بعيدا عن لغة الحوارات الشكلية والسطحية ، التي لاتجد أي قبول لدي الشباب والشارع المصري ، الذي أصبح يعاني في الحصول علي قوت يومه ولقمة العيش ،فالوطن ينهار، والمواطن ينهار من القهر ، والنظام يمتاز بالغباء السياسي ، وقوي المعارضة في قفص الاتهام.

والخوف كل الخوف أن تسقط مصر الدولة ، ونبكي جميعا سفينة الوطن الذي يكاد يحترق بأيدينا ، والفاعل معلوم ، والمجهول هونتيجة ممارسات النظام والمعارضة علي حد سواء ، فالنظام مشغول بالتمكين للجماعة وكوادرها ، والمعارضة تنظر إلي مصالحها ، وتسيطرعليها وعلي النظام شهوة الحكم والسلطة ، وبلا حدود ، وليس مهما عندهما أن تبقي مصر موحدة أوتسقط في بئر ومستنقع الفوضي والحرب الأهلية !