جريدة النهار المصرية

حوارات

قائد البلاك بلوك بالإسكندرية: هدفنا إسقاط «نظام الإخوان»

-

«هدفنا الرئيسى حاليا، إسقاط النظام، لأننا عايزين الثورة اللى سرقها الإخوان ترجع تانى. وعدوا إنهم حيجيبوا حق اللى ماتوا وزودوهم، وبالحرية وحاصروها، وبالأمان والاستقرار، والناس بتموت فى القطارات والبحر، وحتى وهى نايمه فى بيوتها» بهذه الكلمات قدم قائد مجموعة «البلاك بلوك» بالإسكندرية نفسه،  قائلا: «إحنا شباب عادى منا اللى اتخرج من الجامعة واشتغل فى مقهى، ومنا اللى مش لاقى شغل، فملقناش حاجة نشتغلها قلنا نشتغل على الإخوان يمكن البلد تتصلح».

* من أنتم وما الهدف من تأسيس المجموعة بالإسكندرية؟

- نحن مجموعة من الثوار، لا علاقة لنا فى الوقت الحالى بأى حزب أو اتجاه سياسى، ضقنا ذرعا بالنظام الحاكم والنخب السياسية وحتى قيادات المعارضة لأنهم للأسف يمثلون معارضة ضعيفة لا تستطيع الحل أو تنفيذ مطالب الثورة. و«البلاك بلوك» عبارة عن مجموعة من الشباب المصرى الذى عانى من وضع البلد الراهن فمعظمنا لا يجد فرصة عمل، رغم أننا خرجنا فى الثورة من أجل الحصول على حياه كريمة.

* هل لديكم إطار تنظيمى معين؟

- نعم، نعمل فى إطار منظم وكافة خطواتنا محسوبة، ونقسم أنفسنا لمجموعات، لكل مجموعة قائدها، وهناك قائد عام للمجموعة فى المحافظة، يعمل بالتنسيق مع مجموعات أخرى فى المحافظات. نحن مجموعة تعتمد على نظام ديمقراطى فى تكوينها، فقائد كل مجموعة يتم اختياره بالانتخاب، ومن قيادات المجموعات المختلفة يتم انتخاب القائد العام للمجموعة فى المحافظة.

* مم يتكون «البلاك بلوك» فى الإسكندرية؟

- عبارة عن 3 مجموعات جرى بالفعل انتخاب قياداتهم، ثم تم انتخابى، والمجموعات الثلاث تقسم بينها المهام وفقا للاختصاصات، وليس لدينا أى صفحة مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعى.

* شباب كثير ينسبون أنفسهم لـ«البلاك بلوك»، هل كل هؤلاء أعضاء فعلاً؟

- هذا أمر طبيعى فمع نجاح الفكرة وانتشارها قام العديد من الشباب بتجميع أنفسهم وعمل كيانات مشابهة، وهذا لا يضرنا فى شىء، خاصة أن الهدف وطنى ويهدف إلى تحقيق مطالب الثورة. لكن الذى نرفضه هو قيام بالادعاء بأنه من «البلاك بلوك» ويقوم بممارسات تخريبية لا علاقة لها بأهداف التظاهرات، مثل حرق المدارس، واستخدام الأسلحة النارية، وذلك بهدف تشويه صورتنا أمام الناس والادعاء بأننا بلطجية ونريد تخريب البلد، وهذه الصورة بالطبع تخدم النظام الحالى، فى حين أننا مجموعة لا نهدف إلا مصلحة الوطن.

«الجزيرة» غضبت لما حاصرناها 30 دقيقة.. ولم تغضب لما أبوإسماعيل حاصر «الإنتاج الإعلامى» 10 أيام
* ما رأيك فى وصف البعض لكم بأنكم ميليشيات مسلحة هدفها إحداث الفوضى؟

- لسنا ميليشيات، لأننا لم نتدرب منذ أعوام ولم تظهر لنا بوادر مسبقة، كما حدث فى عرض ميليشيات الإخوان فى جامعة الأزهر، كما أننا لا نحمل سلاحا ولا نعرف من أين يأتى فنحن نتظاهر بأجسادنا، وأسلحتنا هى الحجارة، وفى بعض الأحيان «المولوتوف» وذلك إذا لزم الأمر. 90% من قوتنا نستخدمها لأهداف دفاعية، و10% فقط نستخدمها فى أغراض هجومية، وهذا أمر متفق عليه، ونحاسب من يخالفه فيما بيننا.. أسلحتنا هى أسلحة الثورة وهى الدروع الواقية التى تصد عنا الخرطوش والطوب، وليس الرصاص، وإنت شفت عدد الضحايا اللى سقطوا فى الأيام الأخيرة.

* ومتى تتحرك الـ 10% الهجومية، وضد من؟

- عندما يحدث اعتداء غاشم علينا، أو عندما يتم الاعتداء على أحد منا، فنضطر أن نستخدم القوة لإنقاذه، سواء من يد البلطجية، أو الإخوان، أو الداخلية، وهذا حدث أكثر من مرة خلال أحداث المجلس المحلى. وقوتنا تلك أنقذت العديد من الكوارث التى كانت سوف تحدث فى الإسكندرية حينما قامت إحدى مدرعات الأمن المركزى بدهس أحد المتظاهرين وإصابته وكادت تدهس العشرات غيره فقمنا بإجبارها على الابتعاد عن مكان تجمع المتظاهرين.

* فى البداية كنتم تقولون إنكم مجموعة سرية، فلماذا تتحدثون للإعلام الآن؟

- اخترنا أن نتحدث الآن بسبب رصدنا لتيار معين يريد أن يظهرنا فى صورة البلطجية وأن يظهرنا للرأى العام على أننا تنظيم فوضوى، ورصدنا ذلك من خلال قيام البعض بإرسال عدد من البلطجية ملثمين خلال تظاهرات المجلس المحلى وقاموا بإضرام النيران فى مقر مدرسة مجاورة لمقر المجلس، مدعين أنهم من «البلاك بلوك»، وقمنا نحن بمطاردتهم ومساعدة أهالى المنطقة فى إخماد تلك النيران. ومثل تلك الأمور تتكرر كثيرا لتشويه صورتنا فى العديد من أنحاء البلاد، ونحن نؤكد على أن هدفنا الأول هو الدفاع عن المتظاهرين السلميين بالإسكندرية، الذين دائما ما يتعرضون لهجوم منظم فى أى تظاهرة سلمية من قبل البلطجية المأجورين، ومشاهد الاعتداء على المسيرات السلمية فى القائد إبراهيم وسيدى جابر وأمام المجلس المحلى تشهد على ذلك.

لسنا «ميليشيات» كما يروج الإخوان.. ولم نتدرب منذ سنوات كما فعلوا منذ أيام تنظيم الأزهر
* وما رأيك فى وصفكم بأنكم «ميليشيات» حمدين صباحى أو جبهه الإنقاذ الوطنى؟

- ليس لنا علاقة بحمدين صباحى وإن كان منا من يحترمه، لكن هذا بعيد كل البعد عن نشاطنا، كما أننا ليس لنا علاقة بجبهه الإنقاذ الوطنى، بل بالعكس نحن نرفض معظم قرارات الجبهه ونرى أنها ضعيفة ولا تحقق طموحات الثورة. وأؤكد أننا لسنا ميليشيات ولا بلطجية، لأن البلطجى فى هذا العصر هو الذى يحمل السلاح ولا يخفى وجهه لأنه يثق أن لا أحد يستطيع محاسبته.

* هل لديكم علاقة بالكنيسة، ومن أين تمولون أنشطتكم؟

- الكنيسة جزء من مصر، لكنها لا تستطيع السيطرة علينا مثلما يدعى البعض لأننا لا نسير فى اتجاه معين، وعلى أى حال، ليس لنا أى علاقة بالكنيسة، ومن يدعى ذلك هو بعض القوى الإسلامية التى تريد أن تنشر الفتنة فى البلد، ولا نقبل تمويلا من أى حزب أو تيار أو فئة بعينها، وكل مصادر تمويلنا ذاتية. «محدش دفع لنا فلوس لأننا مشينا فى اتجاه الثورة مش فى اتجاه حد، إحنا بناكل عيش وحلاوة وكشرى فى الميدان، وبنلم من بعض، وفى الآخر بيقولوا علينا ممولين».

وهناك إحدى زميلاتنا قامت ببيع خاتمها من أجل شراء أقنعة لزملائنا، ونقوم بتجميع الأموال بشكل ذاتى عبر مساهمات أعضاء كل مجموعة، وفى الغالب فإن أنشطتنا لا تحتاج إلى نفقات كبيرة.

* لماذا احتجزتم طاقم قناة الجزيرة، وتعاملتم بعنف مع وسائل الإعلام؟

- ليس كل وسائل الإعلام التى نتعامل معها بتلك الطريقة لكن «الجزيرة» هى قناة تعمل لصالح النظام الحالى، وتروج للإخوان المسلمين. «ولما بتوع الجزيرة زعلوا عشان إحنا حاصرناهم 30 دقيقة فى إسكندرية، مزعلوش ليه، لما ولاد أبوإسماعيل حاصروا مدينة الإعلام بالأيام، وحرقوا جريدة الوفد، وحاصروا الصحف المستقلة ومنها جريدتكم».

* متى ستخلعون الأقنعة؟

- سنعلن عن أنفسنا ونخلع الأقنعة عندما تتحقق مطالبنا ومطالب الثورة ويسقط حكم الإخوان، ونثق أن ذلك سوف يكون قريبا.