جريدة النهار المصرية

المحافظات

حققت حلم الإمام الطيب.. سيدة بالمنوفية تتبرع بـ 400 جرام ذهب لصالح فلسطين

نصرة عبد الفتاح
أحمد عبد السميع -

المشاهدُ القاسيةُ لأطفال غزة، سببت جُرحًا كبيرّا في قلب كل مصري، فبدأت الحملات بالتبرع بالدم والأموال من كل محافظات مصر، وكان آخرها موقفًا مشرفًا لسيدة من قرية شما، التابعة لمركز أشمون، بمحافظة المنوفية، والتي قررت أن تخلع ذهبها وتتبرع به لصالح الشعب الفلسطيني.

قررت السيدة نصرة عبد الفتاح، التي تبلغ من العمر 59 عامًا، أن تقوم بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتألم كل يوم من ممارسات الكيان الصهيوني تجاه المدنيين والأبرياء، وتتبرع بـ ٤٠٠ جراما من الذهب لمشيخة الأزهر لصالح فلسطين.

دفعت الفيديوهات المؤلمة لأطفال فلسطين، هذه السيدة أن تُقبل على هذا العمل؛ لتؤدي واجبها تجاه شعب مسلم عربي يعاني من القصف الغاشم للكيان الصهيوني.

تقول السيدة نصرة لـ«النهار»، إنها تشاهد يوميا مقاطع مصورة من فلسطين، وتشعر أن الضرب فوق رأسها، تتألم وتبكي، وتفكر أن تساعد هذا الشعب المظلوم بأي طريقة، إلى أن جاءتها فكرة التبرع بذهبها لصالح أطفال غزة عن طريق مشيخة الأزهر.

وتابعت السيدة المتبرعة: "تحدثت مع زوجي وأبنائي عن رغبتي في التبرع بذهبي لصالح الشعب الفلسطيني فلم يمانعوا، لكنهم نصحوني أن نبحث عن مؤسسة ذات ثقة لكي نطمئن أن المساعدات ستصل لأهلها، وقررنا أن نختار المؤسسة العريقة مشيخة الأزهر".

تحركت السيدة من منزلها بعد الظهيرة ووصلت إلى مكتب شيخ الأزهر، وأصرت أن تقابله وتسلمه الذهب في يده، وبالفعل قابلت الامام الأكبر، والذي استقبلهم بحفاوة بالغة، ووجه لهم الشكر على هذه المشاعر الطيبة والتبرع لصالح الشعب الفلسطيني".

وأشارت السيدة نصرة، إلى أنها التقت بالدكتورة سحر نصر، خلال مقابلة شيخ الأزهر، وحينما أخرجت الذهب لتعطيه لفضيلة الإمام، قالت له الوزيرة فجأة: "تحقق حلمك يا فضيلة الإمام".

وكشفت الدكتورة سحر نصر أن الدكتور أحمد الطيب أخبرهم، صباح اليوم، بحلمه في المنام أنه يوزع ذهبًا على الناس، وبعدها بساعات قليلة وجد الذهب على مكتبه.

وأكدت سيدة شما، أن علبة الذهب كانت تحتوي على "٤ خواتم و١١ غويشة وعُقد كبير"، وأنها لم تتردد لحظة في هذا التبرع، ووافقها زوجها، وبناتها الثلاث وابنيها.

وأعربت السيدة نصرة عبد الفتاح عن سعادتها بلقاء شيخ الأزهر، لافتة إلى أن الإمام الطيب، وجه لها الشكر على تبرعها لصالح الشعب الفلسطيني، وأكد لها أن الله سيخلف عليها بالخير، وسيضاعف لها في مالها".

واختتمت السيدة نصرة حديثها قائلة: " كل يوم أتألم وأشعر بالحزن الشديد لما أراه من مشاهد مؤلمة لأطفال فلسطين، وتمنيت أن أذهب إلى هناك لأحارب معهم واستشهد في سبيل الله، ولكن لصعوبة ذلك، قررت أن أتبرع لهم بذهبي، وأرى أنه ليس تبرعًا لكنه واجب عليّ وعلى كل مسلم".