النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

النهار تواصل طرح الاسئلة والفرضيات المترتبة علي وفاة قائد فاجنر

كيف سيؤثر غياب بريجوجين قائد فاجنر على الحرب في أوكرانيا؟

الراحل بريجوجين قائد فاجنر
نوفل البرادعي -

ازداد الوضع الروسي تعقيدا في العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا خاصة بعد الانسحاب من جبهات باخموت في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا وفشل التمرد الذي قاده في يونيو الماضي والغموض الذي اكتنف تحركاته ومصيره بعد ذلك وقبل أن تسقط طائرته قريبا من موسكو؛ كان رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية يفجيني بريجوجين وما يزال حاضرا في أحاديث الأوكرانيين وتوقعاتهم حتى وإن غاب أو غُيّب عن مشهد الحرب وتحمل لهجة الأوكرانيين عن بريجوجين طابع التشفي من شخص وضعته أوكرانيا على قائمة المطلوبين "الأكثر دموية" والشماتة من مصيره بعد أن "وثق بوعود (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين واعتمد على ضمانات لوكاشينكو" كما تقول الرئاسة في كييف وبالنسبة للأوكرانيين فإن الرئيس بوتين يقف خلف كل حادث تشهده روسيا من هذا القبيل ولا مجال لفرضيات أخرى في هذا التوقيت.

وفي هذا الإطار يقول البروفسير جمال عثمان رئيس مركز الدراسات السياسية في القرم لا يستبعد أن تعلن موسكو رسميا عن "استهداف بالخطأ أو عطل فني سبب سقوط الطائرة ثم تلوم الغرب الذي فرض عقوبات ضد الطيران الروسي ومنع وصول قطع الغيار وعطّل عمليات الصيانة ما أدى إلى اشتعال نار وانفجار الطائرة.." ويوضح بهذه الحجج الساذجة المكشوفة سيتجاوز الكرملين الحدث لأن ردود الفعل لا تعنيه حتى وإن كان الجميع يرون أنه يقف خلف الأمر، وخلف كل تحييد لكل معارض" فقد "استغل الكرملين تمرّد بريجوجين لجمع أنصاره والفترة الماضية كانت كافية لإقصائهم جميعا والتفرغ للحرب ولخطط إجرامية أسوأ".
والسيناريوالأسوأ وفق المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية الأوكرانية سيرجي شريفاتي هو تشكيلات "شتورم زد" الروسية المعبأة بشكل رئيسي من السجناء المجرمين الذين يقاتلون حاليا في مدينة كوبيانسك شرق مقاطعة خاركيف وهؤلاء وفق المتحدث شريفاتي "أكثر إجراما" لكنهم أقل خبرة في مجال القتال من "فاجنر" التي تمتلك خبرة كبيرة وقواعد تدريب عسكري أما عناصر "فاجنر" "المشتتين في بيلاروسيا" اليوم، كما يقول الخبير فلا يشكلون -حاليا- أي خطر على أوكرانيا وسيغيبون دوما عن المشهد، لأن موسكو لم تعد تثق بولائهم المطلق.
والسؤال الاهم الان كيف يؤثر غياب بريجوجين؟
ولكن كيف سيؤثر غياب بريجوجين عن مشهد الحرب إذا كانت فاجنر لا تشكل تهديدا يخيف أوكرانيا "المنتشية بقتل الأعداء بعضهم البعض" كما يتردد؟

يرى الدكتور عثمان أن "قتل بريجوجين سيخيف مناوئي بوتين ومعارضي الحرب وهذا قد ينعكس على شكل شراسة في القتال، واستماتة لتحصيل الرضا في موسكو" ويضيف "هذا سيبرز أكثر من خلال المجموعات التي شكلت لتكون بديلا فعليا عن فاجنر، كـ"شتورم زد" مثلا وربما تضاف إليها لاحقا قوات "فاجنر" المصفاة، بقيادة جديدة تحمل عروضا مغرية لشراء الولاء" لكنه يرجح أن يستلم أشخاص من وزارة الدفاع الروسية شركات عسكرية خاصة، ويصبح معظم "الفاجنريين" تحت سيطرة وزير الدفاع سيرجي شويجو، ثم يستمرون بأداء المهام الموكلة إليهم في كل من بيلاروسيا وأفريقيا، بعيدا عن أوكرانيا.
ولا يتوقع أن يدوم الاستقرار طويلا لصالح الكرملين ويقول "في النهاية، تداعيات الحرب دخلت كل بيت روسي.. والعوامل التي تهدد روسيا بالانقسام والاقتتال الداخلي مستمرة باستمرار حربها على أوكرانيا، حتى وإن عالج بوتين بعض القضايا التي شغلته (تمرد بريجوجين)" وختم بالقول "ثمة الآن صراع على السلطة بين جناح "الأمن الفدرالي الروسي" (FSB) والجيش ولا أستبعد ظهور قيادات عسكرية جديدة تقف في وجه بوتين ورجالاته بعد بريجوجين".