النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

علي خلفية التحركات الغربية السريعة ضد انقلاب النيجر

المراقبون يتسألون : هل تنطفأ انوار باريس بعد منع يوارنيوم النيجر من التصدير اليها ؟

رئيس المجلس العسكري في النيجر
نوفل البرادعي -

وهل تخفف اوربا العقوبات علي روسيا للحصول علي اليورانيوم الروسي ؟

في الخامس من شهر مارس الماضي وفي مؤتمر صحفي مشترك علي الهواء مباشرة بين الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس سكشفيدي رئيس الكونغو وجاءت المفاجأة وهي سابقة تعد الاولي من نوعها وكسرا للبروتكول واشاح بيديه في وجه الرئيس ماكرون قائلا كفاكم سيطرة كفاكم العيش في دور الام والاب والوصي علينا عاملونا باحترام وندية وهي كلمات لها دلالة تفيد ان الشعوب الافريقية بلغت مرحلة الرشد واصبحت ناضجة بما يكفي لكي ترعي مصالحها الوطنية وهو ما ينطبق علي النيجر ورفيقاتها في مالي وبوركينا فاسو وافريقيا الوسطي يقول الدكتور محمد يوسف استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة الشعوب الافريقية عموما وفي منطقة الساحل الافريقي ضاقت ذرعا بأستغلال واستنزاف مواردها وثرواتها وخيراتها منذ القرن التاسع عشر الي اليوم ومثالنا اليوم النيجر التي تعوم علي بحيرات شاسعة من اليورانيوم والبلاتنيوم والكادميوم والغاز والقصدير والبوكسيت والنحاس والحديد وتمتلك اكثر من 10% من الاحتياطي العالمي من اليورانيوم وتمد فرنسا منفردة بقرابة 70% من اليورانيوم اللازم لتشغيل 68 محطة نووية فرنسية تنتج وحدها اكثر من 90% من كهرباء فرنسا بالكامل وتساهم هذه المحطات كذلك في امدادات الكهرباء لألمانيا ولكسمبرج وبلجيكا وسويسرا والنمسا بحوالي من 10 الي 25 % من طاقة الكهرباء في هذه الدول وهو ما يفسر السرعة والتحرك الجنوني والهستيري الاوربي الفرنسي الامريكي لأنقلاب النيجر والتحرك من خلال مجموعة غرب افريقيا الايكواس والتلويح بأستخدام القوة العسكرية المفرطة لعودة الرئيس المنتخب محمد بازوم الي السلطة وامريكا تمتلك قاعدة عسكرية هناك بحجة مكافحة الارهاب وروسيا لديها مجموعة فاجنر العسكرية موجودة علي الحدود في افريقيا الوسطي ومالي وتشاد وبوركينافاسو وتعدادها يربو علي 50 الف مقاتل مجهزين بأحدث الاسلحة والمعدات .

ويتوقع الدكتور يوسف ان المصالح الاوربية عموما والفرنسية خصوصا ستتلاقي اليوم مع الروس لسبيين الاول قطع اليورانيوم من النيجر الي باريس من الممكن ان تخفف العقوبات علي موسكو لقاء تصدير يورانيوم روسي الي اوربا خشية غرق اوربا في ظلام دامس وباريس علي وجه الخصوص والسبب الثاني هو محاولات اوربية بان تمارس روسيا ضغوطا علي فاجنر حتي لا تدعم المجلس العسكري في النيجر الذي طلب صراحة دعم فاجنر له مؤخرا .