الأحد 19 مايو 2024 01:02 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
قبل نهائي الكونفدرالية.. شيكابالا يفتش عن لقبه الـ17 مع الزمالك التعليم العالي: تقدم 28 جامعة مصرية في تصنيف التايمز العالمي للجامعات الناشئة للعام 2024 ارتفاع معدلات توريد القمح المحلى بالبحيرة إلى ٢٠٠ ألف طن إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم غدا ”الشباب والهوية في ظل مستجدات العصر”بالأعلي للثقافة يلا بينا.. باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد اللعب مع العيال تأجيل محاكمة سائق قتل شخصا طعنا إثر مشادة كلامية بشبرا الخيمة.. للأربعاء القادم موانئ البحر الاحمر :زيادة الصادرات عن الواردات بنسبة 146% ارتياح بين طلاب الشهادة الاعدادية بالدقهلية بعد امتحان الجبر والتربية الدينية ضمن فعاليات الدورة 77 من مهرجان كان.. مركز السينما العربية يعلن عن الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية طلاب التربية الخاصة بالبحيرة أبطال الجمهورية في مسابقة المسرح المدرسي تعليم المنوفية: إحالة مدير إدارة أشمون للتحقيق بعد تسريب امتحان اللغة الإنجليزية للشهادة الإعدادية

مقالات

من وحي الثانوية العامة

اللواء حمدى البطران
اللواء حمدى البطران

 

منذ أيام قليلة . ظهرت نتيجة الثانوية العامة , ولم أسمع طلقة بندقية واحدة , أو حتي طلقة فشنك . تعلم الناس الأدب , بعد ان بدأت الشرطة تداهم الأماكن التي يطلق فيها الرصاص , وتقبض علي حائزي الأسلحة المرخصة وتلغي تراخيصها , وغير المرخصة وتقوم بعمل قضايا لهم بحياو اسلحة وذخائر دون ترخيص .

وتذكرت عندما ظهرت الثانوية العامة في أعوام 2011 , وما يعدها وحتي العام القبل الماضي عندما تحولت المنطقة المحيطة بمنزلي في ديروط إلي تبة هائلة لضرب النار, وكأن هناك جيش بأكمله يتدرب علي إطلاق الرصاص , دفعات متتالية وطويلة من الرصاص تنطلق , إبتهاجا بنجاح الأنجال,كان إطلاق الرصاص لا يتوقف حتى الثانية صباحا .        
وقتها كان يطلق الرصاص ابتهاجا بنجاح الأبناء والبنات في تلك الشهادة الملعونة , التي يلعنها الآباء والأمهات , وتحبها حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة       . 
ولأنني أفهم في السلاح , فإنني سمعت طلقات مدافع الجرينوف . والمورترز ,ومدافع صغيرة تحمل علي عجل , ويتم تغذيتها بالذخيرة عن طريق شريط مملوء بالطلقات كبيرة الحجم .
الغريب أن الناس عندنا تجامل بعضها البعض بالرصاص , في السابق كان الناس يجاملون بعضهم بصناديق المياة الغازية , ولكنهم الآن يتبادلون المجاملات بالرصاص , ويقول الواحد للأخر : أنا جاملت فلان بخزنتين آلي  !!
وبعضهم يجامل الذخيرة الحية , أي تلك التي لم يتم استعمالها . ولكن هذا يتم في حالات نشوب معارك , وأصبحت علب وصناديق الذخيرة مجالا للمجاملات بين الأهالي .         
وقت أن كانت هناك شرطة , كنا نخرج من بيوتنا عندما نسمع طلقة خرطوش , ونسأل عمن اطلقها وأسباب ذلك , وبعدها كان ضابط المباحث يأتي في البوكس ومعه المخبرين , ولا يبرحون المكان حتي يأخذوا معهم البندقية التي أطلقت الطلقة اليتيمة وصاحبها .

الغريب أن السلاح لم يعد سلعة يحرص عليها الأغنياء فقط , الفقراء أيضا حصلوا علية وحمله أولادهم الصغار , ويحاولون إظهاره في مثل تلك المناسبات السعيدة تظاهرا , والكئيبة عندما يفتح التنسيق أبوابه ,عندها يبحث أولياء الأمور عن كلية مناسبة فلا يجدوا الا معاهد الخدمة الاجتماعية التي تخرج منها نصف شبابنا       .
ثمة ظاهرة غريبة أيضا , لم تكن موجودة ولكنها ظهرت في هذا العام , وهي إقبال أولياء الأمور علي إلحاق أبناءهم بكلية الشرطة والكليات العسكرية , حتى هؤلاء الذين يقل مجموعهم عن ال70 في المائة . وتلك الكليات تبيع ملفاتها بأسعار غالية , ويضطر أبناء الصعيد عندنا إلي الذهاب الي القاهرة لشراء تلك الاستمارات حتي قبل أن تظهر النتيجة , ومن الغريب أيضا أن بعضهم يشتري أكثر من استمارة.       
وصارحني بعضهم بأنه سمع أن تلك الكليات تحررت من الوساطة والمحسوبية , وأنهم سيقبلون البسطاء ., وقلت لهم : فعلا هذة الكليات أصبحت متاحة للجميع , وأنها تحررت من الوساطة والمحسوبية بنسبة كبيرة, ولكنها لم تتحرر من مجموع الدرجات.       
بدأ السماسرة والوسطاء يطرقون أبواب بيوت أوليات أمور طلبة الثانوية العامة , يعرضون خدماتهم مقابل مبالغ ليست طائلة فقط مائة وخمسين ألف للطالب الواحد , ويعدون الناس بالقبول , حتي هؤلاء الذين يرتدي أبنائهم النظارات الطبية , يقولون لهم إن هذا العام سيكون الكشف بالنظارة , ولكنهم ينصجوهم بإجراء عملية الليزر , وينصحون أولياء أمور الشباب القصار القامة بالذهاب الي الجيم , وتلك المحلات انتشرت في كل مدن وقري الصعيد , وأصحابها أيضا يساومون علي إدخال الشباب الكليات العسكرية.      
وهو ما دعاني الي التفكير العميق , وسألت نفسي :      
-  هل هي الوطنية وحب الوطن ؟

 

 

موضوعات متعلقة