جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى ميلادها .. شائعة تسببت في ترحيل وردة من مصر

-

في أرض محتلة، صراعات يومية بين الشعب وقوات الاحتلال، ظهر صوت صارخ يلهب مشاعرك بالحب برغم ألمه من الحرب، إلا أنه صوت صداه يرن في أعماقك يؤسرك وينشط خيالك بكلمات حب معسولة تشدو بها وردة الجزائرية. 

ولدت وردة فتوكي أو "وردة الجزائرية" في 22 يوليو عام 1939 بالجزائر لأب جزائري وأم لبنانية، وحكمت سلطات الاحتلال عليها هي ووالدها بالإعدام مرتين بسبب دعم والدها لقوات المقاومة بالجزائر أما تهمة وردة كان صوتها الذي تساند به المواطنين في الجزائر وتشحذ به هممهم. 

وغادرت أسرة وردة موطنها بدموع غزيرة و لكن هربا من القتل أو السجن الذي كان يلاحقهم، غادروا إلى لبنان موطن الأم، وهناك تعرفت الشابة المهاجرة إلى عدد من الرموز الغنائية الهامة منها محمد عبد الوهاب. 

وانتقلت وردة إلى مصر وأتقنت العامية المصرية بشكل كبير، ما جعل المصريين لا يشعرون بغربتها عنهم، فكانت تسعى وردة حينها لأن تتقرب للمصريين بلهجتهم فتجد أغانيها يحفظها المصريين عن ظهر قلب ، بالرغم أن هناك عدد من الأغاني التي سجلتها في الجزائر بلهجة بلدها تكاد تجد صعوبة في فهم الكلمات.

وذاع صيت وردة في مصر ولقبها المصريون بوردة الجزائرية ، كانت تقترب أغانيها من أم كلثوم بسبب تلحين السنباطي لها وهو الملحن الذي لحن العديد من الأغاني لأم كلثوم التي كانت تسيطر على قلوب المصريين في تلك الفنرة ،و لكن من الصعب أن نقول أنها كانت تقلدها لأن وردة كان لها طابع خاص في غنائها مختلف عن أم كلثوم.

ورحلت من مصر بسبب شائعة ، تم ترحيل المغنية الجزائرية من مصر بسبب انتشار شائعة وجود علاقة عاطفية بينها وبين المشير عبد الحكيم عامر، وبعد أن تحققت المخابرات من الشائعة وجدت أنها مختلقة من قبل وردة واتخذت قرارًا بترحيلها من مصر، وظلت بعيدة عن الأنظار حتى مطلع الثمانينيات، وقت حكم الرئيس الراحل السادات.