جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب :من هو البرادعى القادم؟!

-
سيظل الدكتور محمد البرادعي لغزا محيرا لدي العامة من الشعب المصري. ففجأة -وبدون مقدمات- أعلن البرادعي انسحابه من الماراثون الانتخابي للانتخابات الرئاسية، موضحا أن مرجعية قراره أن ثورة 25 يناير لم تنجح ومازال نظام مبارك المخلوع موجوداً بشكل فعلي.ولا أحد في مصر يختلف علي شخص البرادعي الذي قال لا بأعلي صوته في زمن لم يقدر فيه كثيرون علي التفكير أو الهمس ضد مبارك، فقد كان صاحب طلقة ودعوة التغيير في مصر، وطالب بثورة المليون توقيع التي تحولت إلي واقع فعلي في كل ميادين مصر، وحدث الحلم المستحيل، وسقط مبارك في عدة أيام أمام الانفجار والرفض الشعبي لأبناء المحروسة.ورغم محاولات التشويه والشائعات والخوض في خصوصيات البرادعي من أدوات النظام السابق- التي مازالت تلعب وتمرح- تغير القناع من قناة إلي أخري وأصبحوا فجأة -و بلا مقدمات- ثواراً أكثر ثورية من شباب التحرير واستخدموا الآلة الإعلامية للقفز علي الجميع.وكان نصيب البرادعي من هؤلاء المدعين والثوار الجدد مجلدات من التشويه والتخوين والتشكيك ولكن سيظل البرادعي لغزا سياسيا محيرا!!فمنذ أسابيع أعلن البرادعي- بعد أحداث مجلس الوزراء- استعداده لقبول رئاسة مجلس الوزراء وتنازله عن الترشح الرئاسي، ولكن ذلك لم يحدث وكانت القنبلة السياسية الصادمة للجميع بإعلانه الانسحاب من الترشح.وأري أن هناك غموضا سياسيا في هذا القرار المفاجئ، فالبرادعي مهما قال من مبررات عن عدم ترشحه وأنه سيكون مع الشباب يوم 25 يناير في ميدان التحرير يجعلني أفكر في أن هناك شيئا ما تم داخل الغرف المغلقة جعلت البرادعي يعجل بإعلان انسحابه بيده وليس بيد عمرو، أو أي عمرو آخر، ولا أحد يستطيع أن يشكك في وطنية البرادعي وعشقه لتراب هذا الوطن .لكني مازلت أؤكد أن هناك مغارة علي بابا لمن ينجح في الانتخابات الرئاسية و يحكم مصر المحروسة. فالانسحابات ستتوالي والمفاجآت ستظهر، ولكن سيظل لغز البرادعي محيرا للجميع.. فمن هو البرادعي القادم لحكم مصر؟