نادال يعود للملاعب العشبية بقوة من بوابة ويمبلدون

بانتصار مريح ونزعة هجومية كبيرة، دشن لاعب التنس الأسباني رافايل نادال مشواره في بطولة ويمبلدون وأعطى انطباعا أن عملية انتقاله من الأراضي الرملية إلى العشبية تسير في الطريق الصحيح.
وفاز اللاعب الأسباني أمس الاثنين 6 / 1 و6 / 3 و6 / 2 على الأسترالي جون ميلمان في مباراته الأولى على الملاعب العشبية بعد عامين أو تحديدا بعد 732 يوما، وذلك ضمن منافسات الدور الأول لبطولة ويمبلدون.
ويبدو أن نادال لا يجد صعوبة في خوض المنافسات على الأراضي العشبية، التي تتطلب الكثير من الحركة والضربات القوية، بعد هذه المدة الطويلة من الغياب.
وقال فرانسيس رويج، مدرب نادال الذي يرافقه في العاصمة البريطانية لندن بجانب عمه توني نادال: "هذه المباراة ستفيده كثيرا، لقد لعب جيدا منذ البداية وأنهى المباراة بحالة أفضل، قدم أداء قويا وقام بأشياء سيحتاجها أمام لاعبين على مستوى أعلى إذا كان يرغب في الوصول بعيدا (في البطولة)".
ولم يتمكن نادال، بطل ويمبلدون عامي 2008 و2010، في تخطي دور الستة عشر في ثالث البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" منذ العام 2011.
وخسر النجم الأسباني في أخر أربع مشاركات له في ويمبلدون أمام منافسين من خارج قائمة المصنفين الـ 100 الأوائل عالميا في رياضة اللعبة البيضاء.
وقال نادال الفائز بـ 15 لقبا في بطولات "جراند سلام": "إنها أرضية يمكن أن يحدث عليها أي شيء".
وبالفعل تعتبر الأراضي العشبية هي الأكثر صعوبة فيما يخص توقع سير اللعب وحركة الكرة عليها، ولكن هذا لا يعني أن نادال لا يجيد التعامل معها فقد خاض خمس مباريات نهائية عليها في ويمبلدون.
وبعد أن حقق نجاحا مبهرا غير مسبوق في جولة البطولات الأوروبية مؤخرا، وحصد ألقاب مونت كارلو وبرشلونة ومدريد ورولان جاروس، قرر المصنف الأول عالميا سابقا عدم خوض منافسات بطولة كوينز، التي كانت البطولة الإعدادية الأخيرة له قبل انطلاق ويمبلدون.
وعوضا عن هذا، قرر نادال المشاركة في بطولة مايوركا للاستفادة من اللعب على ملاعب عشبية شبيهة بملاعب نادي "أول انجلاند" الذي يستضيف فاعليات ويمبلدون.
وبعد ذلك، سافر نادال إلى لندن قبل أسبوع من بداية منافسات ويمبلدون ولعب مباراتين استعراضيتين، إلا أن المباراة الأولى له في البطولة الإنجليزية هي التي كانت ستحدد إذا ما كانت اختياراته وقرارته في الفترة الماضية، وخاصة بعد فوزه ببطولة فرنسا المفتوحة "رولان جاروس"، وافقت الصواب أم لا.
وقال توني نادال عم اللاعب الأسباني ومدربه: "اللعب على الأراضي العشبية يرهق الركبتين كثيرا".
ولا يعتبر هذا الرأي بالأمر الهين بالنسبة لنادال الذي كانت معظم إصابته التي ابعدته لفترات طويلة عن الملاعب خلال مسيرته في الركبة.
وأضاف رويج، قائلا: "الأمر هنا أكثر مشقة، وطريقة ربط الحذاء هنا لا علاقة لها بتلك الخاصة بالأراضي الرملية، الإرهاق يكون عاما يطال الجسم كله على الأراضي الرملية أما هنا فالأمر يتعلق أكثر بالمناطق الخلفية من الجسد وخاصة المنطقة الخلفية من الساقين".
وتابع توني نادال قائلا: "الكرة أيضا تختلف في حركتها كثيرا هنا، إنها أكثر ثقلا ويصعب توجيهها بالشكل المطلوب، عليك أن تغير من طريقة تحركك، على الأراضي الرملية يكفيك أن تلوي معصمك، هنا إذا قمت بذلك بشكل زائد تلتصق الكرة بالمضرب وهذا أمر صعب، ضربة الإرسال هنا لها أهميتها، كل شيء يختلف، فعلى الأراضي الرملية تشعر بالتحكم بشكل أكبرأما هنا فتشعر بعدم التحكم".
واستطرد توني نادال قائلا: "نادال يعرف شعور عدم التحكم، لقد لعب خمس مباريات نهائية هنا وأقول هذا بموجب خبرتي: لا تسعى خلف التحكم الكامل على هذه الأراضي لأنها ليست من هذا النوع التي يمكن التحكم فيها بشكل كامل".
ويسعى اللاعب الأسباني الفائز بـ 15 لقبا في بطولات "جراند سلام" إلى استكمال بدايته الناجحة على الأراضي العشبية في ويمبلدون عندما يلتقي في الدور الثاني من البطولة غدا الأربعاء مع اللاعب الأمريكي دونالد يانج، الذي يعتمد في لعبه على اليد اليسرى كما هو الحال مع نادال.
ويتميز اللاعب الأمريكي، المصنف 43 عالميا، بأنه صاحب ضربات قوية.
وقال نادال أمس عقب مباراته الأولى في ويمبلدون: "عندما يحقق أحدهم الفوز فإنه يشعر براحة وثقة أكبر عند قيامه بضرب الكرة، هذا مؤكد".

