جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب :ارجع إلينا يا عمر

-
الشارع المصري يغلي وسيناريو الفساد ولافساد أصبح يمثل القاعدة وصواريخ وقوانين الأغنياء موجهة لكل فقراء وضعفاء هذا الوطن وأصبح الاستثناء هو القاعدة والأمانة والكفاءة أصبحت عملة رديئة متخلفة في ظل عولمة ودساتير النخب الجديدة الذين أباحوا واستباحوا الأرض والإنسان وكل شيء في قاهرة المعز لخدمة مشاريعهم ومخططاتهم ورجالهم وكله للأسف الشديد بالقانون لأنهم بقانونهم أغتالوا التشريع والدستور والقانون وكونوا لوبي جديداًِ يشابه اللوبي اليهودي في تفريغ هذا البلد من تاريخه ونضاله وتراثه وثقافته وأدواته فهم يدمرون البقية الباقية من مكاسب الشعب حتي الطبقة العاملة فرغوها من مضمونها وأصبحت الاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات سمة الواقع الذي نعيشه ولكن المحصلة لا شيء لسبب بسيط أن عجز وصمت الحكومة جزء من المخطط في تدمير حقوق الجماهير فهم يتصورون أنهم يحكمون وطناً بلا شعب ومواطنين بلا حقوق.بالله عليكم المشهد الذي نراه يومياً أمام مجلس الشعب لماذا لم يحرك حكومتنا الإلكترونية بل وصل الأمر إلي أن المتظاهرين أصبحوا يفعلون أشياء ويرددون شعارات تسقط حكومات وأنظمة ولا أحد مجيب أو يستجيب فقد خلعوا ملابسهم ويقطعون الطريق بحالة اللامبالاة والأخطر أن يقوم مواطن بطرق كل الأبواب بداية من وزارة التربية والتعليم لحقوق الإنسان والحيوان للمطالبة بالحد الأدني الذي كفله القانون لابنته بدخولها المدرسة ولكن هيهات ،افعل ما شئت فلن تأخذ حقها فوقف الرجل وأطفاله الثلاثة يرددون شعارات ويعلقون المشانق أمام مجلس الوزراء سابقاً والبرلمان مطالبين بحقهم فكان رد الحكومة إبلاغ النائب العام ضد المواطن لأنه يعرض أطفاله للخطر ، أي خطر أقسي علي النفس البشرية أن يتحول أطفال الغد إلي قنابل موقوتة في هذا البلد ويكونون فريسة في يد الغير لتحقيق أجندات خاصة.ماذا يحدث في هذا البلد؟! هناك حالة انفلات عامة وإهدار لكل الأعراف والقوانين والشرائع السماوية التي تكرم الإنسان ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن الإنسان المصري اغتيل اغتيالاً من حكومتنا العاجزة مع سبق الإصرار والترصد تتكلمون أيها النواب الجدد عن خطة وموازنة واعتمادات للنهوض بالمواطن والسؤال أين المواطن أصلا الذي خرج ولم يعد فالأراضي التي تنهب بمليارات المليارات تكفي المواطن المصري ليكون من أغني شعوب الأرض ولكن أن يتسول حقوقه ليل نهار ويتم ضربه بالنار الصديقة مثل خيل الحكومة فالشعب أصبح كخيل الحكومة يجب التخلص منه فوراً فحالة الاحتقان في الشارع المصري وصلت إلي مداها والجميع سيدفع فاتورة وثمن هذا الصمت المدمر لحكومة بعثت في الأرض والبحر والجو فساداً وإفساداً حتي شريان الحياة للبشر وهو النيل والماء خارج اهتماماتهم فمصر كانت في يوم ما هبة النيل واصبحت الآن في مهب الريح حتي المياه سيقومون ببيعها فمشاريع وقوانين المياه جاهزة لتدخل المطبخ التشريعي ليعد النواب والمحتكرون الجدد المواصفات والمعايير لنهب النيل وتدشين المياه وتحقيق المليارات والمليارات لأنهم يعلمون أن الحرب القادمة ستكون حرب المياه التي ستدخل بورصة الأغنياء ليضاربوا علي ماء الشعب بلا حدود وبلا سدود وبلا اتفاقيات لأن اتفاقيات شرف اللصوص بينهم أقوي من القانون والدستور كل ذلك جعلني أتذكر الفاروق عمر بن الخطاب الذي خلع رداء له ليس من حقه وكان مسئولاً عن الحيوان قبل الإنسان أثناء خلافته وكان يفترش الأرض لأنه يخاف الله ويخشي حساب الآخرة فلذلك كنت أتمني أن أعيش وأحيا في عصر عمر بن الخطاب وددت لو أقول من أعلي مئذنة في قاهرة المعز ارجع إلينا يا عمر .. لكنني أفقت علي صوت نظيف إنه لا يوجد بديل ليحكم مصر وكأن مصر التي تمصر غيرها ولا تتمصر اختزلت في تصريحات نظيف الذي استطاع أن يجعلنا أمواتاً ونحن أحياء! وعجبي.